رأس وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد للشؤون الإسلامية الشيخ عبدالرحمن بن غنام الغنام أمس الأول الجلسة الثالثة من جلسات المؤتمر الدولي ال30 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، الذي تقام أعماله في مدينة ساوباولو البرازيلية. وشهدت الجلسة الثالثة التي جاءت بعنوان «دور المسجد في المحافظة على الهوية الإسلامية» مشاركة عدد من المتحدثين حول محور الجلسة، حيث قدّم المستشار الديني لمعهد المستقبل في البرازيل رئيس مركز أهل الإيمان في الأمريكيتين للحوار والتربية حسام بن أحمد البستاني ورقة عمل بعنوان «الشعائر وأثرها في المحافظة على الهوية الإسلامية والأسرة المسلمة»، أشار فيها إلى أن الوسائل الأساسية للحفاظ على الهوية والأسرة، تشمل الحرص على الفرائض والواجبات وملازمة الجمع والجماعات، والبعد عن المنهيات، وترك المحرمات، وأداء الشعائر في الأماكن التي خصصت لها، واحترام وتوقير الشعائر الدينية والمظاهر الإسلامية والإتيان بها في أوقاتها سواء اليومية أو الاسبوعية أو الموسمية، إلى جانب المشاركة الفعالة الفردية والأسرية في اللقاءات الدينية أو الثقافية أو الاجتماعية؛ لأنها تقوي الروابط الأخوية وتزيد من ثباتها وتسهم في استمرارها. مواجهة المغريات كما أوضح البستاني أن الوسائل الأساسية للحفاظ على الهوية والأسرة تشمل كذلك الاهتمام بصلة الأرحام من خلال تفعيل الزيارات، التي تلمّ الشمل وتقوي العزم وتُعين على مواجهة المغريات، إضافةً إلى زيادة الأنشطة التوعوية بشكلٍ ممنهج، الدينية منها والتوجيهية والثقافة والتعليمية والتربوية والاجتماعية، وعدم التأثر السلبي بحضارة الغرب وتقليدها أو التشبّه بها، بل الاستفادة منها إيجابيًا فما كان نافعًا أخذناه وما كان غير ذلك تركناه، انطلاقا من كون الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق بها وعلى مبدأ لا ضرر ولا ضرار. وبدوره، قدم مبعوث وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد إلى جزيرة ترنيداد وتوباغو محمد بن مناف محمد بحثاً حول دور المسجد في المحافظة على الهوية الإسلامية، أعطى فيه لمحةً تاريخيةً عن دور المسجد في القرون الأولى، وشدد بضرورة وجود قيادة قوية في المساجد، متسلحة بالشريعة وذات فهمٍ واسعٍ بالسنة، ولديها المقدرة على الخطابة، وتستطيع أن تجذب الناس إليها وأن تؤثر فيهم للقيام بمشروعات مختلفة، ويلزم أن يكون للمسجد جدول أنشطة للسنة كاملة، ويكون معلنًا للجميع ليكونوا على علم بهذه الأنشطة من دروس ومحاضرات أو أي أنشطة اجتماعية أو ثقافية وغيرها. وكيل الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في إحدى الجلسات (واس) مكانة المسجد من جانبه، قدّم رئيس المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، مبعوث وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وإمام المركز الإسلامي في ساوباولو الشيخ د.عبدالحميد متولي بحثًا بعنوان «مكانة المسجد في الإسلام»، أوضح فيه أنه من الممكن أن توظف رسالة المسجد في الحفاظ على الهوية الإسلامية من خلال عدة مطالب، من أهمها خطبة الجمعة ودورها في الحفاظ على الهوية الإسلامية، وأعمال الطاعات في المساجد والإفتاء وفض المنازعات في المسجد والتعليم المساجدي، وإيواء المسجد للمحتاجين، ومجالس شورى أهل الحل والعقد في المساجد، واستقبال الوفود لتعريفهم بالإسلام في المسجد. كما اختتمت الجلسة الثالثة بمشاركات لممثل دار الفتوى اللبنانية في البرازيل علي الخطيب، ومشرف دعاة وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في جمهورية لبنان أحمد المزوق، وتناولا فيها دور المسجد في الإسلام، والدروس العلمية وحلقات القرآن الكريم، وأثرها في المحافظة على الهوية الإسلامية. العناية بالهوية وبدأت أمس الأول جلسات المؤتمر الدولي ال30 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي تحت عنوان «الهوية الإسلامية للأسرة المسلمة في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي وسبل المحافظة عليها». وابتدر الاستاذ بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض د. محمد بن سريّع السريّع أولى الجلسات بورقة عمل بعنوان «هوية الأمة - أهميتها ومقوماتها في ضوء القرآن الكريم». وأوضح د.السريّع أن العناية بالهوية والتأكد من وضوح مقوماتها في عقول الجيل ووجدانهم، هي نقطة الارتكاز لعملية النهوض الحضاري. وحول مقومات الهوية في القرآن الكريم، أوضح أن الهوية دائمًا جماع ثلاثة عناصر، هي العقيدة التي توفر رؤيةً للوجود، واللسان الذي يجري التعبير به، والتراث الثقافي طويل المدى، وتتداخل مع هذه العناصر عوامل أخرى تدخل فيها ضمنًا أو ترتبط بها كالثقافة والبيئة والبعد الجغرافي والمنجزات الحضارية. فكرة وسلوك وفي ذات الجلسة، تمت مناقشة ورقة عمل لإمام جامع المركز الإسلامي بسانتانا دو ليفرامينتو د.حماد غازي، استعرض فيها مفهوم الهوية الإسلامية، مبينًا أن الهوية هي المفهوم الذي يكوّنه الفرد عن فكره وسلوكه اللذين يصدران عنه من حيث مرجعهما الاعتقادي والاجتماعي، وبهذه الهوية يتميّز الفرد ويكون له طابعه الخاص. وعقب ذلك، قدّم مدير المركز الثقافي العربي اللاتيني محمد بن محمد منصور ورقة عمل بعنوان «مفهوم الهوية الإسلامية وأهميتها - الأكوادور أنموذجًا»، ليقدّم بعده إمام وخطيب المركز العربي الإسلامي بالباراغواي الشيخ فادي بن أحمد الجعفراوي بحثًا بعنوان «نماذج من تجارب الأسر المسلمة الناجحة في المحافظة على الهوية الإسلامية - البراغواي أنموذجًا». وفي ختام الجلسة الأولى، قدمت الاستاذة بجامعة الملك محمد الخامس في الرباط د.مليكة الكتاني بحثًا بعنوان «الهوية الإسلامية وكيفية ترسيخها من خلال نماذج وأمثلة تاريخية وثقافية من البرازيلوأمريكا اللاتينية». حضور واسع لجلسات مؤتمر مسلمي أمريكا اللاتينية والكاريبي (واس) الجلسة الثانية وعقب ذلك بدأت الجلسة الثانية، التي تناولت محور«أثر الأسرة المسلمة في المحافظة على الهوية الإسلامية»، وشارك فيها عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية د.عبدالرحمن بن إبراهيم الجريوي بورقة عمل بعنوان «وسائل الأسرة المسلمة في المحافظة على الهوية الإسلامية»، تضمنت عناصر عدةً تشمل مفهوم الهوية الإسلامية ومقوماتها، ومكانة الأسرة في الإسلام، ومتطلبات الأسرة المسلمة للمحافظة على الهوية، ووسائل الأسرة في المحافظة على الهوية الإسلامية. وحول مكانة الأسرة في الإسلام، أشار د.الجريوي إلى أن متطلبات الأسرة في المحافظة على الهوية الإسلامية تتمثّل في وجود البيئة التوافقية الصالحة، واستشعار الوالدين للمسؤولية، ومعرفة المناهج والأساليب التربوية الإسلامية، في حين تتعدد وسائل الأسرة في المحافظة على الهوية الإسلامية لتشمل البناء الإيماني، والبناء الأخلاقي، والبناء الفكري، والبناء الاجتماعي. وبدوره قدّم إمام وخطيب مسجد الرحمة في سانتو أمارو سان باولو الشيخ محمد البقاعي ورقة عمل بعنوان «وسائل الأسرة المسلمة في الحفاظ على الهوية الإسلامية»، قسّم فيها هذه الوسائل إلى ثلاثة أقسام منها ما هو مسؤولية الحكومات ومنها ما هو مسؤولية المراكز والمؤسسات ومنها ما هو مسؤولية الأفراد. جانب من العلماء والأساتذة والأئمة الحضور بالمؤتمر (واس) أثر الإسلام من جانبه، قدّم الاستاذ المشارك بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود خالد بن عبدالله العيد، ورقة عمل بعنوان «أثر الإسلام في الترابط الأسري»، مبينًا أن هذا الأثر يشمل العلاقة بين الزوجين والعلاقة بين أفراد الأسرة والآثار الإيجابية للترابط الأسري على المجتمع، كما شارك عضو هيئة العلماء والدعوة بالقدس القاضي د.ماهر خضير ببحث بعنوان «الاختيار بين الزوجين وتأثيره على استقرار الأسرة المسلمة». وبدوره قدّم عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية د.حمد بن عبدالمحسن التويجري بحثًا بعنوان «الضوابط الشرعية لاختيار الزوج والزوجة في الإسلام»، واختتم إمام وخطيب مسجد صلاح الدين في ساوباولو الشيخ محمد بن عبدالله بركات الجلسة الثانية من جلسات المؤتمر الدولي ال30 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي بورقة بعنوان «القواعد الذهبية لاستمرار الحياة الزوجية».