التسويق أحد أبرز أدوات الاقتصاد التي تؤدي دورا حاسما في التعريف بالسلع والمنتجات والخدمات وإقناع المستهلك بها، ودونه لا يمكن تصوّر تحقيق أي نشاط اقتصادي لأهدافه الاستراتيجية في النمو والتطور وتوسعة النشاط، لذلك من المهم أن تضع أي مؤسسة أو شركة أو جهة النشاط التسويقي في سلم أولوياتها، ويتخذ ذلك عدة أساليب ينبغي أن تكون مبتكرة قدر الإمكان حتى تصل الى قناعات المستهلكين المستهدفين بالمنتج النهائي. في أدبيات الاقتصاد التي تلتزم بها المؤسسات الغربية يتم تخصيص ما نسبته 30% من رأس مال أي مؤسسة أو شركة جديدة للتسويق والتعريف بالخدمات والمنتجات، وذلك مهم للغاية لأنه لا يمكن ممارسة عمل استثماري دون التعريف بالمنشأة وما تقدمه، وفي حال لم يحدث ذلك لا بد أن يحدث نوع من التعثر أو البطء والتحول الى فكرة إيجابية أخرى وهي الثقة في جودة المنتجات والخدمات غير أن ذلك بطيء ويستغرق وقتا حتى يتعرف المستهلك ويثق فيها ويقتنع بها. بالنسبة للاقتصاديات الناشئة عموما ربما تلجأ لخطط بديلة من خلال المشاركة في فعاليات أو مهرجانات جماعية تستغلها للتعريف بنفسها وبخدماتها، وذلك قد يؤتي أكله ويثمر تعريفا محدودا؛ لأنه لا يوفر تركيزا مباشرا وأحاديا على المنشأة، ولكنه يظل جزءا من جهد تسويقي يجعل من فكرة المهرجانات التسويقية مرغوبة أو مفضلة أو خيارا ثانيا في حال لم يتم توفير ميزانية للنشاط التسويقي. لدينا في أكثر من مدينة مهرجانات موسمية توفر عرضا مناسبا للمنشآت الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة الى جانب فعاليات أخرى تشارك فيها الشركات الكبيرة، وهي مهمة في تحقيق حراك اقتصادي يعزز النمو، خاصة للقطاع الخاص، وطرح خيارات واسعة أمام المستهلكين، وفي أكثر من مدينة هناك مهرجانات دورية آخرها مهرجان تمور بريدة، على سبيل المثال، ومثلها في كل منطقة ومن بينها الشرقية حيث تنظم الغرف التجارية فعاليات دورية إضافة لمهرجان صيف الشرقية الذي يسهم بدوره في تحقيق أهداف ترفيهية واجتماعية واقتصادية. الشرقية باعتبارها قلعة الصناعات بالمملكة ولها حضورها في الأسواق الدولية ينبغي أن تطلق كثيرا من المهرجانات التسويقية في جميع مدنها؛ لأن عدد المنشآت بها من الأكبر بين مدن المملكة، وتتنوع الصناعات بها الى حد كبير ونموذجي يتطلب التوسع في أنشطة المهرجانات التسويقية، فذلك يوفر مساحات واسعة لتعزيز العلامات التجارية والتعريف بالمنتجات والخدمات ورفع مستويات المنافسة بين المنتجين. من المهم أن تتوسع الفعاليات التسويقية في المنطقة؛ لأنها تخدم الاقتصاد الكلي والمجتمع المحلي بتطوير أدواته ورفع الحافز الانتاجي لديه بما يجعله يختصر الطريق الى تسويق منتجاته، وذلك مهم لتقليل التكلفة التسويقية وجعلها لصالح استثمارات المنتج خاصة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، لذلك نأمل في مزيد من تطوير الفعاليات التسويقية وفي مقدمتها المهرجانات لما توفره من منصات لقاعدة واسعة من المنتجين تحت سقف واحد يجذب المستفيدين ويخدم برامج الاقتصاد في النمو وتطوير مؤسساته.