ما قدمه السنابي الشهير منصور الرقيبة عن خدمات وزارة الصحة في الحج يكشف عن أهمية تقديم ما خلف الصورة، كذلك ما قدمته المشاهد التي التقطها الحجاج بجوالاتهم لرجال الأمن وهم يتعبّدون الله بمساعدة ضيوف الرحمن في أجمل وأبهى الأعمال الإنسانية دون أن يقفوا تحت سلطة عدسة الكاميرا، أو يرتّبوا ما يفعلون استجابة لرغبة مذيع لا يعرف أهمية عفوية اللقطة، ويريد منهم أن يميلوا بوجوههم تجاه كاميرته ليستوعبهم في كادره، دون أن يجتهد هو وفريقه للذهاب إلى اللقطة لا دعوتها إليه. آلاف الأعمال والمواقف النبيلة التي تتم في الحج سواء من قبل جهات أو مؤسسات رسمية أو أهلية، أو حتى من قبل أفراد ومواطنين ومقيمين تذهب سدى كل عام دون أن يعلم عنها أحد عدا من حدثتْ معه، رغم نبوغ غاياتها، وجمالها كرسائل إنسانية باهرة، ورغم روعة فكرتها، فقط لأن البعض لا يزال يعمل بطريقة «كاميرا ون وكاميرا تو»، والتي عفا عليها الزمن، لذلك هي بالتأكيد خارج حساباته، وهي مواقف يُشكل لنا فقدان التقاطها الكثير من الخسائر القيمية، خصوصًا وأن اللقطات السيئة التي تقدمنا كشعب لا مبالٍ، أو شعب «هياط»، وأحيانًا شعب قليل المروءة، والتي يتعهد أصحابها ببثها تأخذ حقها من الانتشار بالتمام والكمال، كأولئك الذين يبتهجون بترويع أحد ذوي الاحتياجات الخاصة، أو ذلك الذي يمسح مخاطه بالفئات النقدية، أو من أساءوا إلى رمزية حلف المطيبين بغسل أيديهم بدهن العود في بذخ مقيت، و «عدّ واغلط» مما يشيننا أمام أمم الأرض، ويغضب منا رب السماء في عليائه. بالتأكيد ليس مطلوبا من الإعلام كل شيء ولكن نحتاج الى دفعة قوية، بوسعها كما أرى أن تدعو كافة المبدعين من السنابيين والسنابيات من مشاهير السوشيال ميديا السعوديين وتوفر لهم كل ما يحتاجون إليه، وتدعمهم وتكافئهم ليقدموا للناس ما يحدث من المواقف التطوعية الباهرة خلال موسم الحج، والتي تعكس أخلاق وقيم هذه الأمة بحق، ليقدّموا تلك المشاهد التي يرويها الحجاج كما لو كانت مجرد أساطير تُحكى على لسان زمن ملائكي.