لا شك أن سلوك التفاخر يكاد أن يكون طبيعة في نفس البشر بحدود العقل والإمكانات المحدودة، بما لا يتعدى مرحلة الفسق وجنون التبذير وحماقة الإسراف، وهذا ما يستدعي وجود وقفة جادة وصارمة من المجتمع قبل الدولة، تجاه تقليل تلك السلوكيات السيئة. في السنوات الأخيرة برز مصطلح «الهياط» بقوة في المجتمع وهو من الفعل «هايط» فيقال هَايَطَ الرَّجُلُ: أي ضَج! وهو خلق الضجيج حول فعل معين لكسب الشهرة وجلب الأنظار وتخليد الذكرى، وما يحصل في الوقت الحالي أمر مؤسف ويجلب البؤس لحال مجتمعنا الحالي.. فمن ذبح الإبل والصحون التي لا تجد من يأكلها، مروراً بغسل اليدين بدهن العود إلى حفلات البذخ بحصول الماجستير والدكتوراة، تبين أن المجتمع يعيش في خلل اجتماعي وسوء في التركيبة الفكرية! حاتم الطائي ذبح فرسه ليس هياطاً بل لأنه لم يجد شيئاً ليكرم به ضيفه، ولو كانت المطاعم موجودة في وقته لأخذ ضيفه إلى أقرب مطعم! فعل كريم العرب لا يعني أن نذبح الإبل للضيوف في حين أن البدائل الأخرى متوفرة وبسعر أقل وربما بقيمة غذائية أفضل! هذه التصرفات التي تأتي في خانة الحماقة وسوء التدبير تزداد، في حين أن ديننا الحنيف يأمرنا بعدم التبذير والإسراف والاقتصاد في الاستهلاك. كثرة تصرفات الهياط الأخيرة دون عقاب أو حتى ترشيد، تؤكد أن فئة «المهايطية» كُثر، وأنهم يمارسون سلوكياتهم بحرية مطلقة وهنا مكمن الخلل.. مقاطع الفيديو التي نُشرت مؤخراً وهي غيض من فيض، تنبئ بجيل جديد قادم على أُسس ومفاهيم الهايط! مع هذه التصرفات أصبح من الضروري وجود وزارة للهياط مهمتها الأولى مكافحة المهايطية ومعاقبة تصرفات الهياط وتقنين الهياط ووضع لوائح الهياط! الأهم ألا يمارس وزير الهياط «الهياط»!!