لاستقبال الحجاج لدى عودتهم من أداء فريضة الحج في منطقة جازان عادات وتقاليد ومظاهر قديمة وأهازيج شعبية توارثها أبناء المنطقة. ومن هذه العادات التي مازال الاهالي يقيمونها استعداداً لاستقبال الحاج تزيين المنزل حيث كان قديما يقمن النساء بطلاء جدران المنزل بعد تنظيفها بمادة النورة البيضاء أو الجبس في عّمل دؤوب ومتواصل في سباق مع الزمن لإنجاز المهمة بوقت كافٍ قبل وصول المحتفى به فرحاً واسبشاراً بمقدمه، وهن يرددن أجمل الأهازيج الشعبية. ومن بين الأهازيج التي يغردن بها النسوة وهن يقمن بعملهن بإتقان تام ، وتعاقب للأدوار في ترتيل الأهازيج بأصوات شجية تتفاعل معها جنبات المنزل وتطرب لها آذان الحاضرات ما يعرف ب "العَجل" وهو نوع من الأهازيج أخذ مسماه من التعجيل أو استعجال مجيء الحجاج في طريق عودتهم من المشاعر المقدسة بعد تأديتهم لفريضة الحج ، حيث كانت فرحة عودة الحاج قديماً لا تعادلها فرحة بسبب انقطاع أخبارهم عن ذويهم لفترة طويلة. ويحتفي أهالي جازان حتى وقتنا الحاضر بحجيجهم عند عودتهم وأن اختلفت الطرق والعادات والتقاليد , فأسر الحجاج تستعد لاستقبالهم بوضع الزينة على الأبواب والنوافذ وتزيين الجدران بالأعلام والكلمات الترحيبية واستقبالهم في لحظات وصولهم بالزغاريد والألعاب النارية التي تعبر عن الفرحة برجوع الحاج ، وكذا بتحضير الآواني التي ستقدم بها الضيافة للمهنئين حيث تقدم تلك الأسر التمر وماء زمزم وأصناف الحلويات المختلفة للزوار مع الحلوى الخاصة بهذه المناسبة , وتوزيعها على الأقارب والجيران. ومن العادات التي عرفت منذ قديم الزمن وأن كادت تتلاشى وتختفي فأنها ما تزال تُرى في وقتنا الحاضر في بعض القرى والهجر لتبرز مظهر من مظاهر التكريم والاحتفاء والفرح بعودة الحاج خاصة عندما يكون الحاج هو رب الأسرة أو صاحب جاه ومكانه بين أفراد قبيلته وهذه العادة تتمثل في تجهيز "قعادة الحاج" وهي عبارة عن كرسي مصنوع من الخشب والحبال المُعدة من سعف النخيل وأشجار الدوم وأخشاب شجر السدر يقوم شخص متخصص في النجارة وتجميل القعايد إعدادها لتكون مخصصة لجلوس الحاج العائد من رحلة الحج أثناء استقباله لضيوفه. وتختلف القعادة التي يمنع الجلوس عليها حتى عودة الحاج ليكون هو أول شخص يجلس عليها , عن غيرها من القعايد الأخرى من حيث كبر حجمها وارتفاعها وطريقة إعدادها حيث تحظى بعناية خاصة من حيث تصميمها ودهنها وتزيينها واختيار الموقع المناسب لها في صدر مجلس الاستقبال .