أعترف بأن لياقتي في الكتابة عن الشأن «الفرائحي الرياضي» كادت توشك على النفاد، ولا أبالغ لو قلت: إن مخزون الفرح لدي قد أصبح على الحديدة، وما أتعس تلك الحديدة. لست وحدي، وإنما جيل كامل قد توقفت أفراحه الرياضية في محطة مونديال 2006، فمنذ ذلك الحين ونحن نصبر مع الصابرين!. ولذلك، فالحمد لله الذي مكننا من استعادة أمجادنا الرياضية المفقودة، والشكر - لخالق الناس والأجناس - الذي جعلنا نتمسك بعنق الزجاجة التي أوصلتنا لمونديال روسيا، وما أجمله من وصول. ولأن «الأهم» قد تحقق، فلن أتحدث عن مستوى الأخضر، ولا عن مارفيك وعقده، ولن أخوض مع الخائضين في قضايا لا قيمة لها الآن. فالحدث اليوم أكبر، والمنجز بات أهم، والتأهل لكأس العالم قد جاء في وقت ما زال فيه المتربصون يلتفون حول أنفسهم. ولعل من يقرأ ما بين السطور، يجد أن منتخبنا الوطني قد صنع مزاجا عاما جديرا بالناس في كل منطقة.. ومدينة.. وقرية، مزاجا قدم ثلاث حقائق مهمة. الأولى: ان القيادة لم تتراجع عن موقفها في تقديم الدعم، كل الدعم لقطاع الرياضة، وباتت أقرب من أي وقت مضى للشباب والرياضيين، وهذا ما جسده سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - أيده الله - قولا وعملا عندما وجه بفتح المدرجات للجماهير، ومن ثم حضوره الشخصي لملعب المباراة. والثانية: تفوق الرياضيين و«للمرة المليون» على مناكفيهم بالقوة والتأثير، وهذا - بحد ذاته - انتصار جديد للاعلام الرياضي على جيش المثقفين وبعض دعاة «السوشل ميديا»، والفضل لله ثم للمنتخب. أما الحقيقة الثالثة: فكما علّمت السعودية بعض جيرانها كيف تغضب، فهاهي ومن خلال كرة القدم جاءت لتعلّم العالم.. كل العالم كيف تفرح؟ وكيف تبني مستقبلها الرياضي بجدارة؟. إننا في زمن الأمجاد والأفراح، فهكذا تطرق السعودية أبواب العالم من جديد، وهكذا هي عندما تفرح. وعلى المحبة نلتقي.