لم يعد يفصل المنتخب السعودي عن "مونديال روسيا" سوى الفوز على أستراليا، وهذا إن تحقق فليس إلا نتيجة لروعة العمل والتخطيط وأشياء لا تلغي دور اتحاد الكرة السابق لكنها حتما جاءت لترسخ دور الأمير عبدالله بن مساعد وهيئته التي بذلك الكثير حتى وصلنا معها لرؤية منتخب يشرف. اليوم عاد التفاؤل إلى المجتمع الرياضي بتبدل حال "الأخضر" من مرحلة الإخفاقات إلى مرحلة الانتصارات، وصرنا أمام توليفة رائعة حملت على عاتقها المسؤولية فكانت أهلاً لها ولعل تلك اللقاءات الصعبة التي تجاوزناها هي المدلول الواضح على حجم المتغير الذي يعيشه المنتخب في هذه المرحلة حيث العمل والثقة والإصرار والمدرب الذي جاء إلينا لينهض بثقافة اللاعب السعودي ويصنع منها روحاً لا تقبل اليأس أو التراخي بل على العكس من ذلك تماما فالهولندي مارفيك يمثل المنعطف الأهم الذي أعاد للمنتخب هيبته. في كل مواجهة نضع اليد على القلب خوفاً من الخصم فسرعان ما تتسارع نبضات القلب فرحاً وابتهاجاً بالمستوى والنتيجة، نخشى الهزيمة فنكسب ونخاف من عثرة التعادل فنضاعف غلة الأهداف. مارفيك نقلة نوعية للمنتخب والأسماء التي راهن عليها كانت هي الأخرى محل الثقة وكل هذا من فضل رب العالمين الذي سهل لها طريق التفوق ثم بجهود من يقفون خلف "الأخضر" السعودي وعلى رأسهم المسؤول الأول والرائع جداً الأمير عبدالله بن مساعد. الطريق الصعب هانت ولم يتبق سوى القليل والحلم الذي غاب عن المنتخب أكثر من 12 عاماً بات واقعاً نستقبله بابتسامات الفرح والابتهاج وما أجمل أن نبتهج بشعار الوطن ونفرح برؤيته دائماً خفاقاً عالياً في مثل هذه الأحداث والمناسبات. مبروك تجاوز العراق وشكراً من القلب للجماهير الغالية التي لبت النداء وحضرت لتساند اللاعبين في تلك المواجهة والمستقبل سيكون أفضل وأروع بإذن الله. هزيمة التعصب فوز المنتخب يوحد الصف ويوحد الألوان تحت سقف شعار الوطن ويسهم في تحجيم الأصوات النشاز التي سئمنا سماعها. مبروك لي ولك ولهم وفي ذروة الفرح بالانتصار على العراق والاقتراب من حمل بطاقة التأهل نقول جددوا مع مارفيك. نعم جددوا عقده فطالما أنه ضالة "الأخضر" وسر عودته فمن المهم أن يبقى قائد المرحلة القادمة نظراً لما يمثله هذا الأمر من أهمية في جوانب الاستقرار. جميع اللاعبين كانوا نجوماً لكن عبدالملك الخيبري كان من بينهم الأكثر لمعاناً وبريقاً ونجومية والدفاع سر الانتصار، اعطني دفاعاً قوياً أعطك تفوقاً وقمة، وهنا سر مارفيك ودهاء فكره وسلامتكم.