اكتب هذا المقال قبل مواجهة أخضرنا السعودي أمام منتخب العراق بساعات قليلة، أي قبل أن أعرف نتيجة المباراة والمصير المحتمل لمنتخبنا الأنيق في تصفيات كأس العالم 2018. وعلى الرغم من صعوبة الحديث عن شيء هو في الأساس «على قيد الانتظار»، إلا أن محاكاة المستقبل أمر مهم، والحديث عن الأحلام المعلقة- وإن طال انتظارها- عملية جديرة بالمصداقية والاحترام. وبعيدا عن مواجهة العراق أمس، فمنتخبنا ومن خلال هذه المرحلة الانتقالية قدم نفسه كنموذج واقعي لمنتخب الاحلام، وكل الأرقام التي خرج بها الأخضر في هذه التصفيات جاءت تعزز لهذا العملاق المهاب، وتدفع به للأمام في طريق طويل جدا نحو المونديال، حتى وإن «زاحمته» نتائج الآخرين. نتائجيا نستطيع أن ندعي أننا الأفضل، والفضل بعد الله يعود إلى «فان مارفيك»، ذلك الخواجة الذي أشبعناه نقدا وجلدا، ومن ثم إلى طارق كيال الذي نجح في صناعة حالة الانضباط غير المسبوقة في تاريخ الأخضر الحديث. ومعنويا لا أظن أن احد منتخبات المجموعة يناصفنا هذه الروح، وجماهيرا فنحن الأكثر حضورا وتأثيرا، أما إعلاميا فيجب أن يعترف الجميع بأن إعلامنا قد وضع بصمته الواضحة مع المنتخب منذ بداية المشوار حتى أوشك على النهاية. ليس مهما اليوم أن ننتقد وننظر ونتفنن في النكد والإحباط، فهذه الطباع المزاجية قد سئمنا منها ولم تعد لدينا الطاقة الكافية لتحملها، بل الأهم هو أن نستعيد عافيتنا من جديد، لنكتب قصتنا رغما عن المحبطين. في عام 2011 حيث كاس آسيا في قطر، عشنا واحدة من أصعب اللحظات وأتعسها، دخل فيها منتخبنا كبطل مرشح، وخرج من دورها الأول بفضيحة آسيوية غير مسبوقة، في تلك البطولة المحبطة قسا الإعلام الخليجي علينا كثيرا، وكنا محل سخرية الصحف والبرامج الرياضية ونقادها. لقد تحملنا ذلك الاخفاق وما تبعه من اسقاطات، ولم نكن نملك ما نرد به على الآخرين، حتى جاء هذا المنتخب الذي سيرسم فرحتنا رغم الظروف والنتائج ومزاحمة المتزاحمين. الطريق نحو المونديال ما زال صعبا، ومع ذلك سنعمل لننجح.. فلا ينبغي لمنتخب الاحلام أن يخسر رهانه. وعلى المحبة نلتقي.