يبدو أن جيل 2017 في "الأخضر" ينوي إزالة كل رواسب الإحباطات التي سيطرت على المزاج العام في الشارع الرياضي منذ 2009 عندما فقدت السعودية فرصة الذهاب إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010 وتلاها الخروج المر من مونديال 2014، أكثر من ستة أعوام ونحن نعيش في جلد للذات وتفرق الجماهير بين ألوان أنديتها نتيجة تراجع الانتصارات الوطنية في المنتخبات حتى جاء هذا الجيل الذي يبدو أنه في طريقه لإزالة آثار "الغم والهم" عن أجيال لم تعرف من "الأخضر" إلا الخسائر والإحباط . يبدو أن بيرت مارفيك ومعه طارق كيال قد فهما جيداً مشكلة كرة القدم السعودية ورأينا "الأخضر" يتعامل مع مباريات التصفيات بشكل متدرج وموضوعي حتى وصلنا إلى النقطة 16 وباقي على تحقيق أحلامنا أربع نقاط بإذن الله. مشاهد جميلة شاهدتها في مدرجات ملعب "الجوهرة" مساء الثلاثاء، جمهور متفاعل ومؤثر، مشجعون يرتدون قمصان الأندية الجماهيرية الأربعة الكبار ومعهم شعار المنتخب، كلها مؤشرات تبين أن التعصب الرياضي يتراجع في ظل إنجازات المنتخبات لأنها تجمع الناس تحت الراية الوطنية. إن هذه الأجواء الإيجابية المحيطة بنا حاليا مع انتصارات "الأخضر" تثبت دوماً ارتباط المواطنين ببلادهم وحماسهم لها وتفاعلهم مع انتصاراتها، وأتألم لبعض الخطاب الإعلامي الذي يبالغ في التحذيرات من الفرح، وكأن الفرح قد أصبح عيبا أو ممنوعاً علينا، ولهذا فإنني أتمنى على كل زملائي أن ندعم المنتخب في الأشهر الخمسة المقبلة حتى موعد مباراته مع اليابان في جدة مع ختام التصفيات، سيتحقق حلمنا جميعا بالعودة إلى كأس العالم، وهو هدف للكل، وهذا لن يتم إلا بجهد جماعي يقدمه رؤساء الأندية واللاعبون والنجوم من الإعلاميين كبارهم وشبابهم، فلنترك ليس التعصب فقط، إنما كل شيء ونفكر فقط في "الأخضر"، ويارب تحقق أملنا وتنصر بلدنا.