أخطأ بالطريق سائق أحد المديرين مما جعله يتأخر ساعةً عن اجتماع مهم مع إحدى الشركات، وكان يعرف باحترامه للوقت والمواعيد، فغضب وأصدر قراراً بحسم مرتب شهر كامل لكل موظف يتأخر عن موعده. كانت المفاجأة للموظفين أنه طبق القرار على نفسه بالحسم متحملاً مسؤولية خطأ السائق كونه لم يصدر نظاماً للتحقق من الطرق وتوجيه السائقين.. ذلك كان كونوسوكي ماتسوشيتا مدير ومؤسس شركة باناسونيك اليابانية. جاءت نتائج استبيان أجرته ماكنزي أن معدل فشل عمليات التغيير على مستوى المؤسسة يتجاوز 60%، ولا شك أن محرك نجاح أو فشل التغيير هو القائد، وذلك يقودنا في ظل خطط التنمية الشاملة إلى ضرورة إنشاء مركز وطني لإعداد القادة على مختلف المستويات. إن مؤسساتنا بحاجة إلى مثالٍ يقتفي دربه الموظفون كنوع ماتسوشيتا، وملهم لمن حوله لاستخراج ما يكتنزونه من طاقات مثل جوبز الذي حول سوق صناعة الهواتف المحمولة نحو «أبل»، بل ومهاب يلم بين جنبات شخصيته الإجلال والاحترام كالدكتور غازي رحمه الله. ومعطوف على كونه محبوباً بجوهره الإنساني لقربه وتواضعه مثل د. توفيق الربيعة، ومبتهج المحيا خلاف من يخال من المديرين أن الابتسامة نقص في الميزان وهزة للكيان، إذ أسعدنا توجيه سمو أمير المنطقة الشرقية للقطاعات بالتزام الابتسامة مع المستفيدين على كافة المستويات. وما يزيده احترافاً أن يكون دوماً متعلماً، حيث يقول ج.ف. كينيدي: إن القيادة والتعلم ضروران لبعضهما، وذلك يصقل نظرته المستقبلية ليكون مفكراً ومخططاً استراتيجياً ناجحاً، حيث إن الفشل في التخطيط هو التخطيط للفشل كما يرى إلين. ونظراً لارتفاع وتيرة التنافسية نتطلعه مبدعاً ومتقناً لعمله متناغماً مع فريقه ومتخذاً للقرار الصحيح لا تحجبه المركزية ليكون مفوضاً للصلاحيات ومستثمراً بتحفيز موظفيه. وأخيراً لا نغفل أن يستمر مطوراً كما حثنا صلى الله عليه وسلم في دعائه «اللهم اجعل يومنا خيراً من أمسنا وغدنا خيراً من يومنا». ختاماً أقول هذه أبرز صفاته.. فإن وجدتموه فاظفروا به فقد ربح البيع.