وجه رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الانقلابي الأعلى صالح الصماد رسائل حادة إلى الرئيس المخلوع، وقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، في وقت وصفت فيه قيادات موالية لصالح الحوثيين بأنهم دواعش اليمن. وفي احتفال خطابي بذكرى تأسيس المجلس لحكومة الانقلابية لتحالف الحوثي وصالح، قال الصماد: «يجب أن تصل رسالتي لكل المكونات السياسية في اليمن، وهي ليس لدينا وقت للمزايدة، ومَنْ يحاول أن يضع العراقيل أمام محاولاتنا للإصلاح فهذا مرفوض تمام؛ وغير مقبول». ووصف متابعون من العاصمة المختطفة أن احتفال القصر الجمهوري بالباهت، بسبب قلة الحضور الذين كان معظمهم يمثلون جماعة الحوثي، فيما كان تمثيل المؤتمر الشعبي دون المأمول. وأضاف المدعو الصماد «سنمضي في مسارنا، ولو انزعج مَنْ انزعج، فالخيارات أمامه مفتوحة، ولم نفرض أنفسنا على أحد». في المقابل، قال قيادي في حزب المخلوع معلقا على تنفيذ ميليشيات الحوثي الانقلابية احكام اعدام وصلب بحق مدانيين في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء «ان هذه الاحكام رسالة سياسية اكثر منها دينية تأتي تنفيذا لأحكام قضائية او شرعية». وقال القيادي الذي رفض كشف هويته «ان المنظمات الدولية تعاملت مع عملية الإعدام والصلب الأخيرة لمدان باغتصاب طفلة كتوجه لتشكيل واقع قضائي وقانوني مماثل لما فعلته خلايا داعش الإرهابية في العراق وسوريا». واضاف القيادي «ان الميليشيات تستخدم عمليات الإعدام كوسيلة ارهاب لحليفها في السلطة الانقلابية؛ اولاً، ثم في المقام الثاني الاطراف السياسية والاجتماعية الاخرى»، واستدرك «هذا السلوك في تطبيق الاحكام تقليد ايراني تستخدمه طهران ضد خصومها السياسيين من عرب الاحواز؛ او الكرد او المعارضين الفرس»، ولفت القيادي إلى «فيديوهات شهيرة متداولة بمواقع التواصل لإعدامات تتم في ميادين عامة بعاصمة نظام إيران». واشار القيادي المؤتمري الى «ان المتهم الأخير، الذي تم صلبه في ميدان التحرير، هو مسجون منذ عامين ولم يتم تنفيذ الحكم القضائي الا هذه الايام»، مبينا «ان الميليشيات ستنفذ خلال الايام المقبلة احكاما مشابهة من أجل إيصال رسائل ذات بعد سياسي لخصومها، وإرهاب سكان العاصمة والمحافظات التي تقع تحت سيطرتها». واكد القيادي اليمني «انه لا خلاف ولا اعتراض على تنفيذ حكم بحق مجرم؛ ولكن الاعتراض يأتي حول كيفية استغلال القضاء لصالح السياسة؛ سواء في اجراءات التقاضي او طرق تنفيذ الاحكام». وقال القيادي بالمؤتمر الشعبي «ان هنالك اكثر من عشرين الف سجين في سجون الميليشيا لم تتم احالتهم الى القضاء، فيما نجد عمليات اعدامهم نفذت داخل السجون». هجوم شعبي بدوره، هاجم محمد انعم رئيس تحرير صحيفة «الثورة» المملوكة لحزب المخلوع طريقة تنفيذ الاحكام في ميدان التحرير، واعتبرها نسخة من تنظيم داعش الارهابي، ومحاولة لاستنساخ تجربة الامامة قبل ثورة اليمن؛ حينما كان ميدان التحرير هو المكان الذي يصلب فيه معارضو الأئمة من الثوار. وسبق ان اصدرت الميليشيات احكاما بإعدام معارضين، لها حيث قضت محكمة مستحدثة خلال جلسة لم تستمر سوى نصف ساعة بإعدام الصحفي يحيى عبدالرقيب الجبيحي الاستاذ بكلية الاعلام جامعة صنعاء والصحفي السابق في جريدة عكاظ السعودية. ويخضع عشرة صحفيين اخرين لمحاكمات غير قانونية بعد احتجازهم اكثر من عامين في سجون مختلفة، وتعرضهم لتعذيب وحشي واجبارهم على الاعتراف بتهم لا علاقة لهم بها. من جانبه، قال الناشط الحقوقي نبيل الزربة ل«اليوم»: «ان الميليشيات التي تدعي انتصارها للطفولة في تنفيذ حكمي اعدام بحق متهمين بجرائم ضد الطفولة، قتلت وما زالت تقتل العشرات من أطفال تعز بدم بارد ودون اية اعتبارات لحقوق الطفل وقوانين الحرب». واضاف الزربة «لا يمر اسبوع واحد؛ دون ان يقتل قناصة الحوثيين طفلا او اثنين او اكثر من اطفال محافظة تعز، ومعلوم أن القناص يتمتع بمقدرة هائلة على تحديد هوية الهدف ونوعه». السفارة الأمريكية وفي سياق انتهاكاتها المتواصلة، اعتقلت الميليشيات 3 موظفين يمنيين؛ يعملون في السفارة الأمريكية في العاصمة صنعاء، وفق ما ذكرت مصادر يمنية محلية، الأربعاء. وقالت تلك المصادر «إن مسلحين حوثيين اعتقلوا هشام العميسي، وأسامة الأنسي، وعصام المحويتي بشكل فردي، وجرى نقلهم إلى مكان مجهول». وذكر أحد أفراد عائلة أحد المعتقلين، أنه لم يسمح لهم الاتصال بأسرهم، التي لا تعلم شيئا عن اسباب احتجازهم.