كان أول امس الخميس موعدا لانطلاق منافسات الموسم الجديد من دوري جميل الممتاز، لكن تلك الانطلاقة لم تكن كأي مما سبقها، مليئة بالرتابة والبداية الضعيفة، بل كانت قمة في الاثارة والندية، ومؤشرا على أن الموسم الجديد لكرة القدم السعودية سيكون مختلفا تماما عما كان عليه في السنوات القليلة الماضية، حينما كانت معالم البطل تتضح قبل جولات من النهاية. البداية المثيرة جدا للدوري الممتاز، حملت بين طياتها العديد من الايجابيات، التي قد تتضح بشكل أكبر خلال الجولات المقبلة، وخصوصا إذا ما نجح المنتخب السعودي الأول في حسم تأهله لنهائيات كأس العالم 2018م بروسيا. وضح مبكرا التأثير الكبير للقرار الذي اتخذه الاتحاد السعودي لكرة القدم بزيادة عدد المحترفين الأجانب إلى (6) لاعبين بدلا من (4)، مع إمكانية أن يكون أحد هؤلاء الأجانب حارسا للمرمى، حيث سيقلص تواجد هذا العدد من اللاعبين الأجانب العديد من الفوارق بين أندية دوري جميل، وخصوصا فيما يتعلق بالجانب الفني، خاصة مع حرصها على الاختيارات الدقيقة في ظل الأزمات المالية الخانقة التي تمر بها الأندية المشاركة في دوري جميل على وجه الخصوص. وكأي قرار له إيجابياته وسلبياته، فإن هنالك بعض السلبيات التي ستظهر عقب زيادة عدد الأجانب إلى (6) لاعبين، ولعل السلبية الأكبر ستكون لدى الفرق التي ستشارك في دوري أبطال آسيا، حيث يسمح لكل فريق بإشراك (4) لاعبين أجانب فقط، وهو ما قد يؤدي إلى اختلال في التوازن التكتيكي للفريق، خاصة إذا كان الاعتماد كبيرا على الأجانب ال(6)، من قبل المدير الفني لأي منهم. عاشت المواهب السعودية سنوات طويلة من الدلال المبالغ فيه، وهو ما ساهم في اختفاء العديد من اللاعبين بمجرد تألقهم وحصولهم على عقود مليونية، بسبب غياب التحديات والدافعية لتطوير مستواهم. ويبدو أن زيادة عدد اللاعبين الأجانب سيكون بمثابة التحدي الحقيقي للمواهب المحلية، والشابة على وجه الخصوص، حيث وضح عليهم الجدية التامة منذ انطلاق المعسكرات الاستعدادية الداخلية والخارجية لدوري جميل، ولم نسمع العديد من القصص المعتادة قبل انطلاقة الموسم، والمتمثلة في محاولة أحد اللاعبين ليَّ يد إدارة ناديه، من أجل الحصول على أكبر الفوائد الممكنة منهم. واصل المدافع الهلالي الشاب عبدالله الحافظ تألقه الذي كان عليه في الموسم الماضي، وأثبت للجميع بأنه أحد أفضل المدافعين في كرة القدم السعودية خلال الوقت الحالي. الحافظ توج مستواه الفني العالي في مباراة الفيحاء، بتسجيله لهدف التعادل، وهو ما فتح الفرصة لحامل اللقب من أجل تخطي عقبة الصاعد وتحقيق الانتصار الأول. لقاء الهلال والفيحاء شهد العديد من المفارقات، لكن يبقى أهمها الشخصية القوية التي ظهر بها المدرب الارجنتيني لفريق الهلال رامون دياز، والذي أصر على إبقاء الحارس العماني العالمي علي الحبسي على مقاعد البدلاء، والزج بالحارس الوطني عبد الله المعيوف، الذي قاد الهلال للانتصار بتصديه لركلة جزاء في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء.