أكد مختصون أن مشروع «البحر الأحمر» سيجعل المملكة تتبوأ مركزا إقليميا وعالميا في سوق السياحة، مشيرين الى أن جزر البحر الأحمر المتعددة تصل إلى أكثر من 1300 جزيرة، نحو 88% منها تمتاز بالشواطئ الرملية والسواحل المرجانية. وقال رئيس قسم الجغرافيا بجامعة أم القرى د. عمر الحازمي: «تتعدد الجزر في البحر الأحمر بشكل كبير، وتصل إلى أكثر من 1300 جزيرة قرابة 88% على امتداد 2000 كيلومتر، ومن هذه الجزر يمتاز بالشواطئ الرملية والسواحل المرجانية وأغلب الجزر الموجودة على شواطئ البحر الأحمر تتكون من شواطئ مرجانية». وأضاف الحازمي: «تم تقسيم الجزر التابعة للمملكة في سواحل البحر الأحمر إلى أربع مجموعات في الطرف الشمالي من الساحل السعودي ومنتصف النصف الشمالي ومنتصف النصف الجنوبي وفي الطرف الجنوبي من الساحل السعودي الغربي حتى منطقة جيزان، والمشروع يقع في منتصف النصف الشمالي من الساحل السعودي في المنطقة المحصورة بين منطقة الوجه وأملج والتي تتكون من عدة جزر، ومن أهم هذه الجزر جزيرة ريفا وغوار ومروغه وشيبان وسويحل». وأوضح أن البحر الأحمر غني بتعدد الأحياء البحرية والمرجانية وهناك 1200 نوع من الأسماك، وبعض أصناف سمك القرش والبحر الأحمر نظام غني ومتنوع، وهناك 10 % من هذه الأسماك فريد من نوعه في البحر الأحمر، إضافة إلى أن عمر الشعب المرجانية تتراوح بين 5000 إلى 7000 سنة على طول ساحل البحر الأحمر وهذه الشعب توفر المواقع الكافية للكثير من الأحياء البحرية وتساهم في جمال البحر الأحمر. ومن جهته، قال رئيس قسم السياحة والأثار في جامعة جازان فيصل الطميحي: مشروع البحر الأحمر سيجعل المملكة تتبوأ مركزا إقليميا وعالميا في سوق السياحة الذي يعد موردا اقتصاديا كبيرا لكثير من الدول، ولو تمعن المرء في مكان تنفيذ المشروع؛ لأدرك نجاعة فكرة المشروع، جزر مهيأة طبيعيا، بها من التنوع البيئي ما يجذب الناس من كل مكان، كما يمكن للمرء أن يدرك أهمية المكان وصلاحيته لتنفيذ المشروع، قربه من الشاطئ، قربه من الأماكن المقدسة، ولا أظن هذه النقطة تحديدا غابت عن المخططين عند وضع المشروع، ونلاحظ أيضا قربها من محافظة العلا، التي تحتوي على الموقع الأثري المميز مدائن صالح، وهذا الموقع تم تسجيله على قائمة التراث العالمي. وأضاف الطميحي: إن المشروع سيكون جاذبا لرجال الأعمال من الداخل والخارج، في ظل دعم الدولة الكبير للمشروع، فكثير من الدول على الخارطة السياحية لا تمتلك المقومات الموجودة في المملكة ونجحت في أن يكون لها حصة في صناعة السياحة. وأوضح عضو مجلس إدارة غرفة جدة زياد البسام، أن المشروع يجسد حرص المملكة على تنويع الاقتصاد الوطني وعدم الاعتماد على مصدر وحيد للدخل (النفط)، وقال: إن قطاع الترفيه يعد موردا مهما لتنمية الاقتصاد الوطني السعودي، لذا أصبح من الضروري العمل على منح المدن قدرة تنافسية دولية وفق رؤية السعودية 2030 وتطوير المراكز الترفيهية وتشجيع المستثمرين من داخل وخارج المملكة لإقامة المشروعات الترفيهية والتعاون في ذلك مع الشركات العالمية المعروفة في هذا المجال. الغوص في البحر الأحمر يجذب السياح (اليوم) أكثر المناطق ملاءمة للغوص الترفيهي أكد المدرب الغواص مروان الطيب، أن المنطقة المعلن عنها لمشروع البحر الأحمر السياحي تعد من المناطق النادرة في شعابها المرجانية الملونة، مشيرا الى أن شواطئها من أملج حتى الوجه تعد صحية ومياهها نظيفة جدا، ما يجعل استغلالها اقتصاديا نقلة نوعية في جذب أنظار العالم الى تلك الجزر التي لم تستثمر سياحيا. وأوضح الطيب أنه بحكم عمله بإحدى منظمات الغوص فإنهم يعملون دوما على اكتشاف المناطق الأكثر جمالا للاستمتاع بالغوص الترفيهي في أعماقها واكتشافها، وبيئة البحر الأحمر تعد أهم المناطق التي جلبت شهرة واسعة للبحر، مبينا أنها بيئة فريدة وغنية من ناحية التنوع البيولوجي العلمي، كما أنها عبارة عن ترسبات جيرية يفرزها المرجان نفسه. مختصون: نقلة نوعية في السياحة السعودية أكد رئيس مجلس الغرف السعودية م. أحمد الراجحي، أن إطلاق نائب خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، مشروع البحر الأحمر السياحي العالمي في المملكة، سيحدث نقلة نوعية في مفهوم السياحة وقطاع الضيافة بالمملكة. وقال الراجحي: إن المشروع يشكل خطوة مهمة لدعم رؤية 2030 من خلال ابتكار استثمارات نوعية داخل المملكة، فضلاً عن تنويع مصادر الدخل الوطني ودفع مسيرة الاقتصاد السعودي. ونوه إلى أن المشروع يعكس الثقة الكبيرة في المناخ الاستثماري في المملكة وأهمية وتعدد الفرص الاستثمارية في المجالات المختلفة، الأمر الذي يعزز الاستثمارات واستقطاب المزيد من المستثمرين، مؤكدا استعداد القطاع الخاص السعودي لدعم كافة المشاريع التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن. من جانبه، أشار الخبير الاقتصادي د. عبدالله الفايز، الى أن المملكة تحوي العديد من المناطق السياحية المميزة والتي بدأ العمل عليها لاستغلالها والاستفادة منها، منوها إلى أن المشروع يمتلك المعايير التي لو طبقت لأصبحت وجها للسياحة على المستوى العالمي مع السعي الى استقطاب وإعادة توجيه مصروفات السياحة السعودية الى الداخل إذا ما علمنا حجم المصروفات على السياحة الخارجية، كما ان هذا المشروع هو استقطاب الاسماء الرائدة عالميا في قطاع السياحة والضيافة وتوطينها داخل المملكة كما يسهم في تعزيز ثقافة التعامل والتعاون والمبادرات بين تلك الشركات مع الشركات المحلية. تجربة عالمية فريدة للزوار يشمل المشروع كنوزا من شأنها أن تخلق تجربة عالمية فريدة من نوعها للزوار، منها الساحل والجزر والبراكين الخاملة ومحمية طبيعية. ويمتد الخط الساحلي للمشروع على أكثر من 200 كيلو متر. ويضم المشروع شواطئ خلابة، وعشرات الجزر الغنية بالشعاب المرجانية المحمية بيئيا، بالإضافة إلى أشجار المانغروف والعديد من الأحياء البحرية المهددة بالانقراض، كالسلاحف الصقرية. ويشمل المشروع كذلك البراكين الخاملة والتي يعود تاريخ آخرها نشاطا إلى القرن السابع عشر الميلادي، مع وجود مناطق طبيعية تسكنها حيوانات مثل النمر العربي، والذئب العربي، والوشق، والصقور، والنسور. تفاعل واسع مع طرح المشروع تفاعل عدد من المسؤولين والنخب الاجتماعية مع الإعلان عن مشروع البحر الأحمر السياحي العالمي، الذي يعتبر أحد مشروعات رؤية المملكة في توظيف الموارد الطبيعية واستثمارها بما يوفر إضافة نوعية وكمية للناتج المحلي الإجمالي، مشيرين الى أنه استثمار ضخم سيسهم في إحداث نقلة مهمة في التنوع الاستثماري والاقتصادي.