يتضح منذ تسعينيات القرن المنفرط أن الدوحة أخذت على عاتقها تبني سياسة دعم الإرهاب من خلال اعتمادها على توفير الملاذات الآمنة على أرض قطر لأولئك المنبوذين أو المطرودين من بلدانهم عبر سياسة أطلقت عليها «الباب المفتوح»، غير أنها لم تستفد من هذه السياسة إلا استهجان العالم واستنكاره لهذه الخطوة التي أدت إلى ايواء عناصر إرهابية لا هم لها إلا اشاعة الفتن والبلبلة والطائفية داخل الدوحة وخارجها. فئة النازحين من أوطانهم فتحت الدوحة لهم أذرعتها مرحبة بهم وداعمة لأفكارهم الضالة والمضللة، فقد جذبت الدوحة إليها أشخاصا مطلوبين من دولهم ودول أخرى صنفتهم على قائمة الإرهاب لتقتص منهم ومن أعمالهم الشريرة، وازاء ذلك فان القائمة التي قدمتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب للدوحة اضافة إلى القائمة الأخيرة تضمنت أسماء مازالت تؤويهم قطر وهم يشكلون عصابات إرهابية مطلوبة من كافة دول العالم. إنها سياسة موغلة في الخطأ من علاماتها البارزة والمشهودة ايواء الدوحة للخارجين عن القانون والهاربين من وجه العدالة في بلدانهم لممارستهم سلسلة من الأعمال الإرهابية، فهم أشخاص تطاردهم بلدانهم وتطاردهم العدالة في كل مكان، وليس من مصلحة الدوحة ايواء تلك العناصر الاجرامية فهم لا يشكلون خطرا داهما عليها فحسب ولكنهم يشكلون أخطارا فادحة على دول مجلس التعاون الخليجي وعلى دول المنطقة كافة. ايواء الدوحة للمغضوب عليهم من بلدانهم وترحيبها بهم يدل دلالة واضحة على مسلك مشين من مسالك ساسة قطر لدعم الإرهاب برموزه التي تحتضنها الدوحة أو من خلال مسالك أخرى كدعمهم لإرهاب الدولة المتمثل في النظام الايراني الدموي أو غيره من التنظيمات الارهابية التي ثبت يقينا ودون أدنى شك بأدلة دامغة أن الدوحة تقف وراء دعمها بكل أساليب الدعم وطرائقه المالية والإعلامية والسياسية. وازاء ذلك شكلت قطر سياسة خاصة ظهر بموجبها قادة عسكريون ومنبوذون وإرهابيون من عدة أقطار وأمصار يسرحون ويمرحون في شوارعها، واستندت وفقا لسياسة الأبواب المفتوحة ذاتها إلى ممارسة لعبة المناورات السياسية المتناقضة لاسدال ستار كثيف على ايوائها ودعمها لعدة جماعات وكيانات إرهابية. إن الفرصة لا تزال سانحة أمام الدوحة لتحكيم لغة العقل وانفاذ المطالب التي تقدمت بها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، فتلك المطالب لا مساس لها على الاطلاق بخدش السيادة القطرية كما يزعم حكام قطر بل لها علاقة مباشرة بملاحقة الإرهابيين ومحاولة اجتثاث ظاهرتهم الشريرة من جذورها.