العادات والتقاليد تحدد هوية المجتمع، وتعطيه تلك الصبغة الخاصة التي يصطبغ بها، إذ لا يمكن ولا بأي حال من الأحوال تجاوز أو تجاهل وجود هذه الأمور التي تسيّر النّاس في الكثير من الأحيان من خلال أنماط معينة لا يحيدون عنها. والأسرة هي المعلم الأول والأقدر على الحفاظ على منظومة العادات والتقاليد الايجابية في المجتمع، وذلك من خلال نقل هذه العادات من جيل الآباء إلى جيل الأبناء، ومن هنا فإنّ ذلك سيعمل حتما على انتشار هذه العادات وعدم اندثارها، كما يجب أن يتم الحد من خلال الأسرة من التأثيرات الضارة للعولمة، ومن هنا فإنّ مهمة الآباء في هذه الأيام أعظم وأخطر من مهمة الآباء في أيّ وقت مضى، فهم مضطرون إلى الجمع بين فوائد التقنيات والوسائل الحديثة في الاتصال، وبين الحفاظ على العادات والتقاليد الحميدة الموروثة. المدرسة يمكن من خلالها أيضاً الحفاظ على القيم، وذلك عن طريق غرسها في الطلبة منذ الصغر، وتعليمهم الثقافة الأم، قبل تعليم الطلبة الثقافات الأخرى، لهذا فإنه ليس من الصواب -على سبيل المثال- أن يتم تعليم صغار الطلبة في المدارس العربية اللغات الأجنبية قبل اللغة العربية الأم. الاهتمام بالإعلام، وخاصة بما يبث من خلال أفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة، فالأفلام والرسوم المتحركة المستوردة التي تُبث على أنّها من ضمن البرامج المخصصة للأطفال ولكنها قد تحتوي على ما يناقض عادات المجتمع وتقاليده، لهذا فإنه ينبغي الاهتمام والتركيز على تقديم برامج، وأفلام، ومسلسلات رسوم متحركة محليّة تبث القيم الحميدة، وبنفس جودة الأجنبي، ويجب أن يكون ذلك من أولى الأولويات من أجل الحفاظ على الجيل الناشئ، والعادات، والتقاليد المجتمعية.