لكل عصر تحدٍ، وتحدي هذا العصر المحافظة على الأخلاق الرفيعة والشمائل الطيبة، فلا تحدي الضحك أو تحدي الحركة أو تحدي جمع المال، بل فعلا تحدي الأخلاق. كيف يصمد الإنسان في عالم الأعمال أمام طوفان ضيق النفوس ورداءة خلق مجموعة تمثل شريحة لا بأس بها في المجتمع؟ اصبح صعبا التحكم في عدم الرد ببشاعة على عدم إنسانية بعض التجار، حتى إن العدد التنازلي عند تلقي رد سقيم عقيم من مسؤول أو شخص غير مهذب، أصبح فرض عين حتى لا تسوء الامور وتفلت الاعصاب. فأين مراعاة الأدب العام في الحديث، وذلك بالشكر والاستئذان والاعتذار، وهي كمال لمروءة الإنسان؟ وأين تقدير الظروف الإنسانية كالمرض او نحوه، فبعض المديرين يعتقد أن الناس مكائن لا أرواح وأجساد تضعف وتقوى؟. وأين الحياء والأدب في التعامل مع مَنْ هو أكبر منا في المنزلة ومَنْ هو أقل كذلك في المنصب؟. وأين الحلم والرزانة عند اشتداد المواقف؟ أعتقد تماما وأجزم بأنها هي التحدي القادم الذي سيرفع ويبرز المؤسسات الخلوقة الخلاقة، فلا مكان للمؤسسات والشركات غير الصادقة مثلا أو غير الملتزمة بعهودها وعقودها، لأنها دليل على صغر الهمة ولا يستوي مَنْ كانت همته عالية ومَنْ همه لا يتجاوز ظله وظل احتياجاته التجارية البحتة. وأذكّر نفسي وأذكّر أصحاب المؤسسات والشركات والموظفين كذلك بأن نراعي اعراف المجتمع الطيبة وأن نحرص على حسن التعامل التجاري ونبل الخلق والتحلي بالصبر، وأن نتكاتف لنواجه تطلعات العصر بقوة وثبات مع فرقنا وعملائنا ومجتمع الأعمال. وشكرا للشاعر حافظ إبراهيم حين عبر وقال: إِني لتُطرِبُني الخِلالُ كريمة طرب الغريبِ بِأوبةٍ وتلاقٍ وتهُزُني ذِكرى المُروءةِ والندى بين الشمائِلِ هِزة المُشتاقِ