تخطر في الذهن وقد غيّب الموت سمو الأميرة سلطانة بنت تركي بن أحمد السديري والدة الأمير فهد بن سلمان «رحمها الله» مجموعه من أزهى الصور عن دور الأم حين يتحول إلى مدرسة كبرى تخرج منها أشبال لهم إسهامات بارزة لخدمة الوطن و دفع عجلة التنمية والتطور والنهضة بالمملكة إلى الأمام ، فالأمراء فهد و أحمد «رحمهما الله» وسلطان و عبدالعزيز و فيصل ساهموا مساهمة فاعلة وحيوية في خدمة وطنهم كلٌّ في مجاله ، هكذا تكون الأميرة سلطانة «مدرسة» هامة تخرج منها أولئك الشباب ويصدق فيها «رحمها الله» ما أنشأه شاعر النيل حافظ إبراهيم عن الأم فهي مدرسة أعدت لتخرج أولئك الشباب الذين ساهموا في بناء هذا الوطن : إني لتطربني الخلال كريمة طرب الغريب بأوبة وتلاقي وتهزني ذكرى المروءة والندى بين الشمائل هزة المشتاق فإذا رزقت خليقة محمودة فقد اصطفاك مقسم الأرزاق لقد كان للفقيدة «يرحمها الله « حضور كبير في حياة كثير من أفراد المجتمع ليس لأنها خرجت تلك الكوكبة من الأمراء فحسب وإنما بمواقفها الإنسانية التي شهد بها القريب والبعيد فأهل الرياض يذكرون لها تلك المواقف بكل فخر واعتزاز والبعيد عن الرياض يذكرون لها نفس المواقف التي تدل على كرمها وأصالتها ونبلها . سوف يكون الألم مضاعفا على ذويها وأبنائها ، فقد فجعوا في شخصية محبوبة عرفت بالكرم ورجاحة الرأي ومحبة الناس ، فإن غيبها الموت فإن ذكراها سوف تبقى حية في قلوب أبنائها و ذويها .الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق ، وقد أعدت «سلطانة» إعدادا جيدا لتغدو مدرسة تخرج منها أولئك الأمراء ليضيفوا إلى شباب هذا الوطن مجدا غير خاف على أحد .. الأم أستاذ الأساتذة الأولى شغلت مآثرها مدى الآفاق .. ومآثر الفقيدة «يرحمها الله « لا تكاد تحصى أو تعد لكثرتها وتشعبها واستفادة من عرفوها عن كثب منها ، فإن اختطفتها يد المنون جسدا فإن روحها الطيبة ستظل عالقة في ذاكرة ابنائها وذويها ومعارفها ، روح عرفت بطاقة هائلة من الحب وزعتها بسخاء وإتقان على الجميع .أجل .. لقد توزعت تلك الطاقة من الحب الكبير على جميع من عرفوها عن قرب ، مواقفها الإنسانية التي شهد بها القريب والبعيد فأهل الرياض يذكرون لها تلك المواقف بكل فخر واعتزاز والبعيد عن الرياض يذكرون لها نفس المواقف التي تدل على كرمها وأصالتها ونبلهاوصادفتهم في هذه الحياة الفانية .. و ما خلفته من رموز مؤثرة يتمتعون بقلوب مفعمة بالمحبة مثل قلبها الكبير «يرحمها الله»فقد كانت شخصية ملاصقة لقلوب من عرفتهم وقد تأثر الأبناء بها واكتسبوا من شخصيتها المؤثرة الكثير من الصفات الحميدة التي عرفت بها .. فهد بن سلمان «رحمه الله».. تلك الشخصية الفريدة المحبوبة لكل إنسان .. وهب الكثير للآخرين ورحل عن هذه الدنيا .. سلطان بن سلمان .. هذا الإنسان الفذ الذكي الذي عرف بمواهبه المتعددة وخصاله الحميدة ، أحمد بن سلمان «يرحمه الله « كان مثالا للأخلاق الفاضلة وعنوانا للمحبة المطلقة ،، عبدالعزيز بن سلمان .. هذا الرجل عرف بأعماله الدؤوبة وجهده الخارق على المستويات الإنسانية والرسمية .. إن المرء لا يملك أمام شخصية الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلا الانبهار به وبما أنجز من أعمال .. فيصل بن سلمان هذا الرجل الذي شهد له الجميع بذكاء مهني فرع عنه داخل المملكة و خارجها .. فجهوده في «جمعية إنسان» وكذلك عمله في الإعلام .. فاق كل تصور وتخيل و توقع .. الأميرة حصة بنت سلمان عكست في حياتها بوضوح خطوات الراحلة بكل دقة فكانت امتدادا لأعمالها و منجزاتها لا سيما فيما يتعلق بحقوق الإنسان على مستوى محلي و دولي .. إنها مدرسة كبيرة بالفعل .. مدرسة سلطانة .. التي تخرج منها أولئك الأفذاذ الذين أضافوا بأعمالهم إنجازات عملاقة لهذا الوطن .. إنهم حصاد طبيعي لما بذرته «سلطانة « من بذور طيبة .. فكان سر نجاحها في حيتها الحافلة بالعطاء والتضحية ذلك التعامل الطيب مع أبنائها و مع الآخرين .. تعامل يقوم على الحب الصادق .. والتفاني لفعل الخيرات . إن تجربة الأميرة سلطانة كزوجة و أم فاعلة في مجتمعها السعودي تجربة فاعلة و مؤثرة لا بد من نقلها للآخرين والاستفادة منها الاستفادة المأمولة و المرجوة .. فقد كانت تجربة مفعمة بآمال عريضة وأحلام تحققت في أبنائها وقد أحسنت تربيتهم وتهيئتهم لصناعة مستقبلهم الأفضل و مستقبل وطنهم الواعد .. لقد كانت تجربة مليئة بالعظات و المواعظ و الدروس التي لا بد من الاستفادة منها للوصول إلى قمة النجاح .. وقد وصلت إليه سلطانة بكل سهولة بفضل إصرارها وإيمانها و محبتها لأبنائها و للآخرين . لقد كانت «سلطانة « عنوانا آخر للرعاية الكريمة التي يقودها أمير الرياض سلمان بن عبدالعزيز في كل مجالات الحياة في وطننا الكبير .. عنوان للرعاية الاجتماعية والإنسانية للمواطنين ..رحم الله «سلطانة» ،، وإنا لله وإنا إليه راجعون ،،