المؤامرة بكلمات مختصرة هي التشكيك في مجريات الأحداث العالمية. وعادة تكون المؤامرة من وراء ستار حديدي لا يعلم ما يجري فيه إلا المتآمر. وعادة لا يتم اكتشاف المؤامرة إلا بعد أن يتم الانتهاء من مخططاتها. وبمعنى آخر وهو أنه لا يمكن أن تسمي المخطط الواضح للعدو مؤامرة. لأنك إن عرفت عن المخطط التآمري فلا يسمى مؤامرة، ولكن في الحقيقة هو تنافس مستمر ومحموم بين دول أو هيئات كبيرة. ومع مر الزمن أصبح العالم العربي أكبر ساحة لنظريات المؤامرة خاصة أن المجتمع العربي يفضل هذه النظرية لكي يلقي اللوم على الآخر بدلا من الاعتراف بأن الأخطاء والتخبط في التخطيط هو ما يمنح المنافس الفرصة لكي يحقق مآربه. وأصبحت النزاعات والحروب بين العرب منذ زمن طويل يتم ربط اسبابها بنظرية المؤامرة وحتى تخلف العرب في التعليم والابتكار وبناء البنية التحتية يتم ربطه بأن الغرب لا يريد لنا أن نتطور ويحيك لنا المؤامرة تلو الأخرى. وما هو خطير في الوقت الحاضر هو أن قطار التقدم صار أسرع ولا ينتظر أحدا. وهذا لا ينطبق على مجتمعنا فقط، بل رأيناه حتى في الغرب. فبعد الحرب العالمية الثانية كانت ألمانيا واليابان دولتين مدمرتين بالكامل وتحت وصاية دولية ومع ذلك نهضتا وتفوقتا على الدول التي كانت تديرها، ومع ذلك لم نسمع عن نظرية المؤامرة. ولكن وفي عالمنا العربي نمعن في نظرية المؤامرة أكثر من إمعاننا في تدبر كل خطأ يحدث والاعتراف بوجود الخطأ لكي يسهل علاجه. ففي العالم العربي لا نعترف بوجود خلل سواء أكان من الخارج أو الداخل إلا بعد أن يستفحل ويتم استغلاله من قبل الطرف الآخر وبعدها نقول إن العدو كان يتآمر. وصحيح أن العدو يخطط ولكن لماذا تم ترك فرصة التخطيط للعدو. فلا أحد يمنع أحدا عند وضع خطط تطوير التعليم أو مرافق الصحة أو زيادة جرعات المساواة الاجتماعية. وفي الوقت الحالي يمر العالم العربي بأسوأ ظروف تاريخية ولا يوجد لديه خيار إلا النهوض السريع والعمل الجاد وبالطبع القضاء على الفساد الإداري والمحافظة على المال العام. ففي نهاية المطاف العدو لا يحتاج للتخطيط لأي مؤامرة ما دام الخلل من الداخل.