قال الدكتور على العنزي الأكاديمي بجامعة الملك سعود ل«اليوم»: إن المهلة التي منحتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين وجمهورية مصر لدولة قطر هي مؤشر على حرص الدول الأربع على مصلحة قطر وشعبها، وحرصها على عودة قطر للحضن الخليجي من جديد من خلال الموافقة على الشروط المقدمة عبر الوساطة الكويتية، حتى تساهم الدوحة في حماية الخليج من الإرهاب والتطرف، والعديد من المشاكل، مؤكدا أن المهلة تجسد السماحة الخليجية. شبح العزلة وأشارالدكتورالعنزي إلى أن الدول الأربع لا تبحث عن تسجيل مواقف ولا تسجيل نقاط ضد قطر، ولكن تبحث عن إبعاد قطر عن شبح العزلة وشبح المقاطعة الاقتصادية التي لو استمرت اكثر حتما ستتأثر قطر بصورة مباشرة حكومة وشعبا. ونوه العنزي إلى أن الوضع الطبيعي لقطر أن تعود للحضن الخليجي، وأن توافق على مطالب الدول الأربع من أجل فرض الاستقرار والأمن للدول العربية بصورة شاملة، فقطر لا تستطيع أن تخالف التاريخ ولا الجغرافيا فالعلاقات الخليجية متجذرة ومتأصلة منذ عقود. وأضاف: (مبادرة أمير الكويت في طلب المهلة الخليجية لقطر جاءت مبادرة قوبلت بالموافقة من الدول الأربع ولعل الموافقة على طلب المهلة هي مثل الفرصة التي منحت لقطر للتفكير مليا بمستقبل حكومة وشعب قطر خلال المرحلة المقبلة، لتغيير مسار الدوحة غير البناء والذي كشف من خلاله الإعلام عن العديد من القضايا التي تورطت فيها حكومة قطر). وبين أن على قطر الاستفادة من هذه المهلة ولا تستغلها بأي أمر يزيد من تفاقم المشكلة أكثر لأنها فرصة ثمينة أتيحت لها، كما أن الدول الأربع لن تتراجع عن مطالبها مهما كلف الأمر، بالتالي على العقلاء في قطر مراعاة أهمية ذلك والنظر بعقلانية تجاه وضع قطر لو استمرت المقاطعة لأشهر مقبلة كيف سيكون وضع الشعب القطري الذي حتما سيتضرر. فرصة ثمينة من جهته أوضح المستشار الإعلامي أستاذ العلاقات العامة الدكتور عبدالرحمن النامي أن المهلة الخليجية التي منحتها الدول المقاطعة استجابة لطلب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد تعد فرصة ثمينة ومهمة وحساسة للغاية لدولة قطر، ويتوجب عليهم عدم تفويتها ويتوجب عليها أن تستغلها بالشكل الذي يقرب وجهات النظر في هذه الازمة، وأن تتم الموافقة على ما تطلب دول المقاطعة. مشيرا إلى أن المهلة فيها إشارة واضحة ونية حسنة في عودة قطر للبيت الخليجي من جديد وفقا للرؤى والمنهجية الخليجية المعترف بها. وأضاف: إذا أردت قطر العودة إلى حضن الخليج من خلال الانصياع لما تطلبه الدول منها، فإن فترة التمديد فرصة غالية يتوجب الاستفادة منها. الطوق الأخير وأشار النامي إلى أن دول الخليج العربية تسعى إلى توحيد الكلمة، ورص الصفوف واجتماع اللحمة والتعاون والاتحاد منذ أمد بعيد. وأبان: لقد تبنت المملكة العربية السعودية جمع كلمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ضد من يحاول المساس بالمعتقدات والمكتسبات ونشر الفساد والإرهاب في مجتمعات دول الخليج العربية. وزاد: لعل المهلة هي الفرصة الأخيرة للنظر فيما ستسير عليه قطر خلال المرحلة المقبلة، وهي المرحلة الحاسمة للقطريين، فإما أن يختاروا مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويقفوا مع أخوانهم ضد الأخطار التي تهدد المنطقة برمتها، وأن يتوقفوا عن دعم الإرهاب وإثارة الفتن، أو فليختاروا إيران دار الفسق والنفاق والإرهاب. منوها إلى أن الخسائر كبيرة التي جنتها قطر من خلال المقاطعة التي استمرت خلال الأيام الماضية، فكيف سيكون وضع قطر والشعب القطري لو استمرت أشهر وسنوات، وبالتالي ستزداد الأوضاع سوءا. وقال النامي: على الحكومة القطرية النظر بتأن والموافقة على ما تطلبه دول المقاطعة حيال مصلحة قطر في المقام الأول، فالمهلة مثل الطوق الأخير لنجاة قطر من أزمتها والفرصة الأغلى والأثمن لتصحيح المسار والهروب من المستقبل المجهول الذي ستسير فيه لو استمر الوضع لسنوات، وتم تفويت هذه الفرصة التي تعد الأعز.