يتفق الغالبية على أن التجارة هي بيع وشراء وربح وخسارة، لكن هل توقفنا قليلا لنتأمل الفرق بين هذا المفهوم ومبدأ تطوير العمل التجاري ليصبح فعلا مصدرا للثراء والربحية. الفرق بين التاجر ورائد العمل الحر هو فرق جوهري، الأول طموح والثانى مغامر جريء. الاول يخاف من تعدي حدود المألوف والثاني يعرف قوانين اللعبة ثم يخالفها بمهارة. الأول ينظر للفرص بحذر كبير والثاني يقتنصها بمجرد أن تلوح أمامه. ولهذا السبب تجد متجرا متميزا جدا في المنتج وذا جودة عالية لكن مستمر على نفس المنوال لسنوات وسنوات وبدون تغيير أو تطوير، وتجد متجرا او مؤسسة ذات فكرة أيضا مميزة وجودة مرتفعة لكن وجدت هناك فرصة للتطوير عبر فكرة غير معتادة حتى لو اضطرت للتنازل عن بعض المقاييس القاسية، مقابل انتشار أفضل وربح تجاري حقيقي يقرأ ويترجم في قوائم التدفق النقدي. الفرق هنا يتضح جليا بين التجارة والاستثمار الحقيقي، ولا أقلل من اهمية الاول لكن أعتقد أن الطريقة الثانية فيها متعة ومغامرة وجهد وذكاء أكثر وطبعا منفعة عائدة بشكل اكبر على رائد العمل والموظفين والمجتمع. فالخيار بيدك ايها التاجر هل تستمر بهدوء وترضى بأن تبني قفصا لحلمك، أم تتعامل مع مشروعك كنبات تزرعه ثم ترعاه حتى ينمو ويزدهر ويؤتي أكله كل حين. شخصيا أحب النبات وأتشوق لرؤية الزهر والثمار فهي نتيجة للعناية ودليل على الفأل والاستبشار. وكما قالت الفنانة أودري هيبون: زراعة حديقة هو إيمان بالمستقبل.