فيما تبقى يومان لانتهاء المهلة التي وضعتها دول المقاطعة لدولة قطر لتنفيذ ثلاثة عشر مطلبا لإنهاء الأزمة معها، لا يزال نظام قطر يظهر بوجهين؛ ويماطل في تناقض مستمر، بزعم الدوحة «إنها مستعدة للحوار مع دول عربية لإنهاء الأزمة في المنطقة، وفي ذات الوقت تقول: «إن قائمة المطالب التي تلقتها الأسبوع الماضي تضمنت مطالب يستحيل تنفيذها لأنها غير واقعية». ونشب الخلاف هذا الشهر عندما قطعت المملكة والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر متهمة إياها بدعم الإرهاب والتحالف مع خصمها إيران، والعمل على اثارة وزعزعة الأمن الداخلي لعدد من دول المنطقة؛ وكان قطع العلاقات الدبلوماسية ووقف حركة السفر مع قطر بداية واحدة من أسوأ الأزمات في المنطقة منذ سنوات. وقال مسؤول في واحدة من الدول الأربع: إنها أرسلت قائمة من 13 مطلبا إلى قطر تضمنت إغلاق تلفزيون الجزيرة وخفض مستوى علاقاتها مع إيران وأمهلت الدوحة مهلة عشرة أيام لتنفيذ المطالب، والتي ستنتهي بعد غد الأحد. وفيما تطالب دول المقاطعة سلطات قطر بقطع صلاتها وتمويلها للتنظيمات الإرهابية، ووضع أطر الحل في الإقليمين الخليجي والعربي، بجانب اغلاق قناة الجزيرة التي سعت منذ انشائها في زعزعة استقرار عدد من الدول الجارة والعربية، وعملها كمنصة إعلامية للمتطرفين، طفق وزير الخارجية القطري زاعما «إن بلاده مستعدة للتفاوض»، لكنه أضاف على حد زعمه «إن بعض المطالب تنافي المنطق». يأتي ذلك مع تواصل الدوحة الارتماء في احضان إيران، وهو ماعده مراقبون تمددا جديدا لنظام خامنئي داخل الكيان العربي؛ وتمكينه من عاصمة عربية خامسة تقع تحت براثنه، وهو خروج واضح عن التكتل الخليجي العربي، وزادت عليه قطر باستنجادها بالدعم التركي في الأزمة الإقليمية التي يفترض بها أن تحل داخل البيت الخليجي. من جانبها، تسعى الكويت إلى التوسط في الخلاف بدعم من واشنطن، مع حث أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية قطر على أن تختار جيرانها العرب، بقوله على تويتر الأربعاء: «وقد قاربت ساعة الحقيقة، ندعو الشقيق أن يختار محيطه، أن يختار الصدق والشفافية في التعامل، وأن يدرك أن صخب الإعلام وبطولات الإيديولوجيا وهم زائل».