لا يزال أهالي الاحساء يحافظون على العادات الرمضانية التي تزيد من الألفة والمودة بين الجيران وهي «النقصة»، بالرغم من التطورات العصرية التي لم تفسد قيمتها الاجتماعية، وإنما جعلتها فقط أكثر كلفة عن ذي قبل. والنقصة الرمضانية كلمة باللغة العامية تستخدم لدى غالبية دول الخليج العربي، وهي تطلق على إحدى العادات القديمة المتوارثة في شهر رمضان، وهي عملية تبادل الأطباق بين الجيران، حيث ترسل الأمهات أطفالهن عادة إلى بيوت الجيران حاملين معهم «النقصة»، وهي عادة ما تكون أطباقا رمضانية مثل الهريس أو أي نوع من أنواع الحلويات، لتوزيعها قبيل أذان المغرب. وأوضحت سارة عبدالله أنها تقوم يوميا في شهر رمضان بإرسال طبق إلى جارتها التي تبادلها بطبق آخر، قائلة: ننتظر طرقات الباب قبيل موعد الافطار بساعة ليتسابق أبناؤها بفتح الباب واستلام طبق «النقصة» الذي أرسله احد بيوت الجيران، وكم تكون فرحتها عارمة عندما ترى طفل بيت «ام محمد»، وقد أحضر النقصة إليهم، فنقصة أم محمد لها معزتها الخاصة كونها اشتهرت بعمل «الهريس» بطريقة لذيذة لا تجيدها، وهو الأمر الذي يجعلها تتلقف نقصة ام محمد الرمضانية بكل لهفة وسعادة. وأضافت ام ناصر: لم تعد «النقصة» الرمضانية كالسابق بل دخل عليها التطور واللمسات الحديثة والعصرية، وعليه فقد اختلف شكل ومكونات «نقصة الأمس» عن نقصة اليوم إلى حد كبير، حيث بدأت التجهيزات لدى بعض الأسر لنقصة رمضان التي يتم إرسالها لعدد من الجيران من قبل رمضان، حيث بات إرسال النقصة من الطقوس التي لها ترتيباتها الخاصة، حيث تمدد طبق «النقصة» اليوم ليتحول لصينية من الخشب الفاخر أو لربما سلة مميزة.