تلك الجزيرة لم تكتف بالتدخل في شؤون دول مجلس الخليج والدول العربية والآسيوية، وبقية الدول كذلك لم تسلم منها ومن منابرها الإعلامية، التي أصبح شغلها الشاغل محاربة الدول التي تقف أمام المشروع القطري! والدفاع عنه للأسف عقدين من الزمن، لم تتدارك قطر الامور، بل واستمرت في مشروعها الذي اصبح مكشوفا للعالم أجمع، على أنها جزيرة تتبنى الارهاب باسم دولة تريد السيادة في هذا العالم بطريقة غير مشروعة وتحمل الغدر والحقد لمن حولها، وليس ببعيد أن الشيخ تميم عندما حضر إلى قمة الرياض مؤخرا، كاد يقتله غضبه لزيارة ترامب للرياض أولا واتفاقيات الرياض مع واشنطن اقتصاديا وأمنيا ثانيا، وأما ثالثا وهو الاهم فمشروع افتتاح «اعتدال» لمكافحة التطرف الارهابي ورصده. قد يتبادر لسياسة قطر انها على حق وصواب، وأن مشروعها في دعم المنظمات الارهابية مشروع سوف يجني ثماره، ولقد تمكنت ايران من السيطرة على قطر وإيهامها بأنها عنصر مهم في المنطقة، ولو كانت قطر بلا مال كنا على موعد أن نرى يمنا آخر في قطر ويحدث لها كما يحدث الآن في اليمن، وفي الحقيقة هي ليست الا جنديا يتلقى التعليمات الملالية وينفذها على ارض الواقع، ولن تبرأ قطر من جميع التهم التي اصبحت مكشوفة وواضحة، بل لن تبرأ قطر ايضا من دماء الابرياء حول هذا العالم، فأموالهم خلف كل رصاصة وقنبلة تأخذ أرواح الأبرياء للسماء دون ذنب، وللأسف هذا هو المشروع القطري الإرهابي الذي أصبح خطرا على المنطقة وكان لا بد علينا أن نقطع العلاقة مع قطر وعزلها والمطالبة بمحاسبتها، وإلا سوف تتمادى أكثر، حيث لم تتعظ خلال أكثر من 20 عاما، ولم تستخدم الفرص التي منحت لها في لبس ثوب السلام في المنطقة، بل زاد كيدها ورد الآن في نحرها. ليعلم الشعب القطري المسالم الذي لا يمثل تصرفات حكومته العدوانية اننا سنبقى إخوة وأن مشكلتنا مع قطر هي مع الحكومة القطرية فقط. وأخيرا: في اعتقادي أن قطر لن تعترف بكل ما قامت به وسوف تكابر مثلما كانت تفعل في كل مرة، ثم تدعي أن أمن المنطقة يهمها دائما وأنها تحمل الحب والسلام للجوار، وتدعم الاسلام على أوجب ما يكون، للاسف يطول الحديث حول هذا الامر، فتاريخ قطر مع الارهاب ومعاناة الدول منها وعلى رأسهم السعودية تاريخ كبير وأحداثه كثيرة، تحتاج الكثير لإيضاح الكثير!!.