غدر وذبح وتنكيل وتعذيب وقصف وعدم إحساس بمشاعر الناس.. إنه الإرهاب، تدمير نفوس وتحطيم فكر وشتات عقل، إنه يقتل إحساس الفرد بنفسه وبمن حوله، كيف تربى ونما وأصبحت له مخالب يفترس بها من حوله ويدمر بها وطنا وخيراته؟ ما البيئة التي ترعرع فيها؟ ما أسبابه؟ كيف يصل الانسان لمرحلة يضحي فيها بحياته ويكسب إثما وعقابا ليكون مثواه جهنم؟ إن قتل النفس جريمة لا تغتفر ويعاقب عليها رب البشر. كيف بدأ مشوار كراهية النفس؟ ومن السبب في كره الانسان لنفسه؟ وماذا يريد كاره نفسه؟ وكيف ولد هذا الإحساس؟ ومن أوجد لديه عامل الكره بحجة الإيثار والتضحية؟ إنه إرهاب فكر وكراهية رسخت تجاه الاخر بصور مختلفة وعناوين براقة وحقد دفين. لقد تم تأجيج روح الكراهية بين الناس وزرع الفتنة والغيرة والحسد وقلب المفاهيم، نعم قلب المفاهيم ورفض التعايش مع الاخر، ما أسبابه؟ هل هو احساس بالظلم أم دفاع عن الذات أم ترسيخ قناعات في مواقف أوجدتها ظروف معينة؟ مهما كانت الأسباب والظروف والأوضاع فلا يمكن أن تصل بأن يدمر نفوسا بريئة بحجة الدفاع عن النفس أو إثبات الوجود. هل الدفاع عن النفس يتطلب أن نعصي خالق الكون في أمر صريح وواضح وهو قتل النفس؟ إن تلك النفوس ملك لخالقها، وكل نفس ذائقة الموت، والموت نهاية كل حي على هذه الارض، ولكن هناك أمورا بدأت تستجد وهي قتل النفس واضطهاد نفوس سخرت وهزمت وباعت نفسها لفكره وسارت في طريق من الصعب عليها ان تدرك أبعاده خاصة ان كثيرا فجر نفسه وضحى بحياته في مواقع عجيبة وغريبة، لذلك الجميع يتساءل هل في داخله قوة تتحمل ما قام به؟ هل سيحصل على الشهادة وهو قاتل نفس بريئة؟ هل حقق هدفا ودحر عدوا للدين والوطن؟ إننا أمة تدين بدين يرفض الظلم وقتل النفس، ان الجميع يجب ان يكون له دور لمحاربة كل من يعادي ديني ووطني بكل الطرق وطلب الاستشهاد وبذل الغالي والرخيص، ولكن مع الحفاظ على المبادئ التي ترسخ الفكر المعتدل المحب المتسامح، وأن نحارب الفكر الإرهابي الذي تزرعه بعض النزعات والتعصب وبث الفرقة والتفرقة. ان الشحن هو الذي أوصل البعض لدرجة من الفكر الإرهابي الذي يعادي نفسه قبل ان يعادي من حوله. ان نصرتنا ونصرة ديننا تتطلب الحفاظ على نفوس بريئة وأجيال قادمة ضاعت بين أمور تربت عليها وأوضاع تعيشها، وتشاهدها كل يوم عبر صور يصعب تفسيرها لجيل يتعلم القيم من جيل دوره ورسالته أن يحمي فكر ويعادي كل من يحارب هذا الدين وأهله كما علمنا سيد البشر في السلم والحرب لينصر اعظم دين لينتصر الحق في كل مكان بما يرضي الله ورسوله عليه أفضل الصلاة والسلام، فهل نعمل على صيانة أفكارنا وتحصينها ضد الأفكار الهدامة، وأن نعمل على نشر العدل والحب والتآخي وعدم تغذية الأفكار التي تهزم الجميع لنصل لصورة هي غاية الأمل للجميع نصرة الدين والوطن.