من الصعب أن تخون نفسك وتتمرد على ذاتك وتتنكر لوطنك الذي عشت على أرضه وتتمتع بخيراته من الصغر، إن التمرد والعقوق من صفات الجاحدين، ان تمرد الشباب على أنفسهم واتباع هوى أنفسهم أدخلهم في طريق مظلم لا يفرقون بين الصواب والخطأ بين العدو والصديق بين البعيد والقريب، ان ما جرى من مصيبة عظيمة في حادثة قتل العقيد الصفيان على يد ابن اخته ليلة العيد بطريقة وحشية هزت الجميع أمر استنكره الجميع. إن تمرد الانسان على ذاته وقتل نفسه ومن قام بتربيته ثم الاجهاز على رجلي أمن وهما في مهمة رسمية لحماية وطنهم يدعو للدهشة والغرابة والألم. ونسأل.. لماذا اشتعلت بذرة الشر في داخله؟ لماذا قتل أغلى أقاربه؟ لماذا تمرد على نفسه؟ لماذا مزق احساسه من الداخل..؟ ان ما تقوم به هذه الفئة من الشباب يحتاج لوقفة من الجميع ولمحاسبة صريحة وسؤال عن ماهية أسباب هذه الكراهية للذات وللوطن وللحياه، لماذا تهون عليه نفسه ووطنه..؟ لماذا يتنكر لذاته ويحطم أجمل ما في نفسه ويعصى خالقه الذي أوجده من العدم؟ ان خيانة النفس أسبابها كثيرة، وأهمها التربية وبناء الثقة التي يجب أن تستمد من جذورنا وقيمنا وترسيخ مفهوم الدين في نفوس الصغار على انه دين يمنح السعادة والأمل والطمأنينة، وان ديننا يمنح الأجر والثواب وسعادة الدارين ويضاعف الأجر، من الذي ركز الأفكار المسمومة في نفوس بعض الشباب وأقنعهم بكره أنفسهم واهلهم وأوطانهم؟ من الذي مارس عليهم أسلوب الكراهية ضد الآخر.. من الذي غرر بهم؟ نحن بحاجة لان نمد يدنا لأبنائنا بحب وصراحة وحوار ونقاش وتقارب؛ لنزرع الثقة والقوة وحب الذات وحب الآخر. ان اختراق الشباب من فئات باعت ضميرها يجب أن نتصدى له بما يحقق طموح الجيل الصاعد والمتميز بفكره وعقله وتفكيره لنثبت للعالم ان لدينا عقولا تحقق المستحيل بما يخدم عالما متحضرا ومتميزا يسعد العالم بأكمله.. يجب أن نعمل جميعا لمحاربة تلك الفئة التي تترصد لعقول وفكر الشباب وتدفعهم للانتقام من أهلهم ووطنهم بغرس أفكار تضيع هويته وشخصيته وحياته.. ان قتل النفس من أعظم المحرمات التي ينهى عنها دين المحبة والتسامح والحب والعمل الصالح في كل مواقع الحياة.. ان خيانة النفس والوطن جريمة، لماذا ندمر ذاتنا؟ اننا أمة سوف تحقق المستحيل لانها اتبعت تعاليم دينها دين العزة والكرامة.. يجب أن نسخر أنفسنا لخدمة الحق ونصرته والبعد عن الشرور والفتن لنحارب أعداء الدين والوطن ونتجنب خيانة النفس ومحاربة الأفكار التي دمرت المشاعر الإنسانية.