توقيع وزارة الإسكان عقد إنشاء أول مصنع متخصص في بناء الوحدات السكنية، بتقنيات البناء الحديث في الدمام، له أكثر من فائدة ومكسب على صعيد معالجة المشكلة السكنية من جهة، وتأسيس عمل صناعي جديد ومبتكر يمكن أن يكون إضافة مهمة للنشاط الصناعي، خاصة وأننا في الجيل الأول من تقنيات البناء فيما غيرنا وصل إلى الجيل الرابع وربما الخامس. الوزارة تتوقع أنه في حال تشغيله أن يضخ 7 آلاف وحدة سكنية سنويا، فهو يقوم ببناء وحدات سكنية وتجهيزها بحلول صناعية مبتكرة، حيث يتم تصنيعها بداخله، ومن ثم يتم نقلها للأرض المراد بناء المنزل عليها وتركيب المنزل، وذلك ما يحدث تقريبا في كل دول العالم التي تعتمد أنظمة بناء أسهمت بصورة جذرية في حل المشكلة، ووفرت الخيارات المناسبة للباحثين عن مسكن، وليت الوزارة باشرت هذا الحل منذ وقت مبكر، لكانت حينها قطعت شوطا في توفير وحدات سكنية لكثيرين. استخدام تقنيات البناء الحديثة، ينبغي أن يسرع إنجاز مشروعات وزارة الإسكان، بل وأن تعبر محطة الجيل الأول إلى الثاني وحتى آخر جيل يقف عنده العالم الآن ويسهم في تسريع البناء وتمليك الأفراد المساكن التي يحتاجونها، بل هناك تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد وهي أيضا تستخدم في البناء، وليت الوزارة أيضا تستفيد منها، خاصة وأنها نظمت مؤتمرا لتقنيات البناء أخيرا في الرياض وكان من ثماره هذا المصنع في الدمام. لا نزال نأمل كثيرا من الوزارة كجهة تنفيذية أن تعمل على تسوية مشكلة تملك المواطنين لمساكنهم، فهناك من ينتظرون منذ سنوات ولا يحصلون على شيء بل يقبضون الريح وجمر الانتظار، وطالما هناك تقنيات أثبتت جدواها الاستثمارية والاقتصادية فينبغي توظيفها بصورة فورية في مشاريع الإسكان في كل المناطق؛ لأن هناك كثيرين ينتظرون وكلهم أمل للحصول على مسكن، ومن خلال متابعتنا العامة لتطور تقنيات البناء في العالم لا نجد ذلك صعبا في أوروبا وأمريكا إذ بأقل الموارد يمكن إنجاز مسكن في فترة وجيزة، لذلك نتطلع لأن تتمسك وزارة الإسكان بتقنيات البناء الحديثة وتحرص على نجاح تجربة مصنع الدمام من أجل توفير المساكن في أكثر من موقع. التقنية تختصر الوقت والجهد، وطالما تم استخدامها بمنهجية جيدة فإنها ستؤتي أكلها سريعا في توفير المساكن بأسعار مناسبة وأوقات قياسية، وأيضا هذه المرة فإن الكرة في ملعب الوزارة لتسدد هدفا في مرمى الإنجازات وتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي يتطلع إليها كل مواطن في كل منطقة من مناطق بلادنا الحبيبة.