وفرت المخيمات الرمضانية في المنطقة الشرقية، كل ما تحتاجه من أطعمة ومشروبات على مدار شهر رمضان المبارك، وأقصى درجات الضيافة والخدمة للصائمين، حيث اعتادت الخيم الرمضانية في المنطقة، على التنافس فيما بينها، لجذب الصائمين، في أجواء روحانية، يتجلى فيها كثير من صور التعاون والإخاء بين المسلمين، وتقدم المخيمات العديد من الدروس الدينية. ومن المنتظر أن تشهد المنطقة هذا العام قفزة في عدد المخيمات الرمضانية، يقيمها ويشرف عليها عدد من الموسرين ومحبي عمل الخير وشركات القطاع الخاص، ويتم تجهيز المخيمات بأجهزة التكييف الصحراوية المركزية، والمواضئ للصلاة وغسيل الأيدي، وتتوزع هذه المخيمات بأرجاء ومدن المنطقة، ويديرها عدد من المتطوعين من جميع الجنسيات. متطوعون يجهزون وجبات افطار (تصوير: أحمد العاشور) ويبلغ متوسط ما يستقبله كل مخيم في اليوم الواحد ما يقارب 5000 صائم من مختلف الجنسيات، وينتظر أن تشهد بعض المخيمات فقرات متنوعة، لتعزيز جانب الهداية في الأنفس المسلمة. ويقوم المشرفون بمخيمات الإفطار الرمضانية، بتوزيع الأعمال بين المتطوعين البالغ عددهم نحو 50 متطوعاً في كل مخيم، من مختلف الجنسيات. وتبدأ الأعمال من مرحلة فرش سفر الافطار داخل المخيم، وتجهيز وجبات الافطار، والكل يشارك بما يستطيعه، فهناك مَنْ يحمل كراتين المياه الصحية، ومَنْ يقوم بتوزيعها على السفر، ومَنْ يقوم بتوزيع التمر وعبوات العصائر والألبان، وآخرون يساعدون في توزيع الوجبات، وهناك مَنْ يستقبل الصائمين على مدخل كل مخيم، وكل هذا يتم في أقل من ساعة واحدة قبل أذان المغرب. وينتشر في بعض المخيمات متطوعون من جاليات مسلمة، تتم الاستعانة بهم في إرشاد الوافدين للمخيم وتوزيعهم على موائد الافطار، ومن ثم يقومون - بعد الانتهاء من الافطار- بجمع النفايات وجعل المخيم نظيفا لليوم الثاني. تجهيز وجبات للصائمين (تصوير: أحمد العاشور) ويبدأ توافد الصائمين على المخيم، قبيل أذان المغرب حيث يتم تقسيمهم من قبل المشرفين والمتطوعين على سفر المخيمات، حسب جنسياتهم ومن ثم يبدأ أغلبهم المشاركة في تجهيز الافطار واحضار ما ينقص المخيم من وجبات. وتعد موائد الطعام الممتدة في المخيمات فرصة للتعارف بين أفراد الجاليات، حيث تتعزز روابط الإخوة والتكاتف الاجتماعي بينهم. فالبعض منهم لم يعرف الآخر إلا عند جلوسه معه على سفرة إفطار واحدة، ويتذكر الصائمون أيام شهر رمضان في بلادهم والفرق بينه وبين تواجدهم وصيامهم في المملكة. وتشهد المخيمات بعض وسائل الدعوة إلى الله، عبر إلقاء الدروس والخطب الدينية بلغات مختلفة على أسماع الصائمين إلى جانب المواعظ وتوزيع النشرات التوعوية عليهم للتعريف بالدين الإسلامي وسماحته والتعريف بأن المملكة حريصة على نشر العلم وتبليغه بالصورة الحسنة بينهم.