لقد منحنا الخالق وطنا عظيما، حبه وحمايته واجب على الجميع مهما كان تفكيره. هذا وطن وحد القلوب، وتتوجه إليه كل النفوس التي هدفها نشر العدل والمحبة على هذه الارض. إنها أرض سطر التاريخ بكل فخر انطلاق رسالة الحق والعلم والمساواة منها، عندما شرفها الخالق ان تكون مهبط الوحى وتنطلق منها اعظم الرسالات، رسالة التوحيد، رسالة الاسلام التي تحمي النفوس، وتهذبها من البدع والخرافات، وتوضح لها ان هذا الدين دين التسامح والتآخي والتواصل وقبول الآخر، ونبذ العنف والطائفية. رسالة عظيمة بلغها للبشر سيد الخلق عليه أفضل الصلوات والسلام عندما نزل عليه الوحي، وستظل على مر التاريخ تنادي بالحكمة ونبذ الخلافات، ومصدر قوة بما منحها الخالق من مكانة عظيمة تتجه إليها الأنظار، وبما سخر لها من قيادة هدفها نبذ الطائفية، والكراهية والتعايش بسلام تام مع الجميع مهما كانت توجهاتهم. ولقد كان لها دور متميز في مكافحة الإرهاب ونبذه؛ لأنها ذاقت منه الكثير وبذلت كل السبل لمحاربته وحماية البشر من شروره. إن وطننا كان له دور مميز في استقرار المنطقة، واختياره لاستضافة المؤتمر الاسلامي العالمي رسالة للعالم بمكانة بلادنا وثقلها السياسي والاقتصادي، إن علاقات بلادنا مع دول العالم الصديقة رسالة واضحة للبشرية أن قادة بلادنا حريصون على أن يكون ترابطهم وتواصلهم مع العالم مبنيا على أسس ثابتة تحددها المصالح المشتركة لكل دولة ترتبط بالمملكة. التوازن والالتزام والخطى الواضحة التي وضعتها بلادنا للتعامل مع الجميع منحتها ثقلا اقتصاديا وسياسيا. فبلادنا سيكون لها تأثير على كل الأصعدة، نتمنى للقمة الإسلامية الامريكية أن يكون فيها الخير للشعوب العالمية والإسلامية، وأن تجنب المنطقة شرور الإرهاب، وترسخ صور الإسلام الداعي للحياة والتعايش مع الجميع، ونبذ التطرف والإرهاب بكل صوره. إن الإرهاب لا وطن له، وتنبذه كل الأديان السماوية وستظل بلادي إشعاعا يساعد في نشر السلم والسلام في العالم، فهي مهبط الوحي ونشر الحب والتسامح بين الجميع.