«مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ».. بقول رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليهم وسلم- كانت بداية انطلاقة ضيفنا عبدالعزيز الشعيبي في الحديث عن تجربته العملية في مجال الديكورات والجبس الذي يعمل به في شغف منذ أن كان عمره 20 عاما. عزز والده رغبته العملية في هذه المهنة، صانعا للجمال، إذ كان أول الداعمين له في ذلك، وذلك بعد أن شعر بشيء من الاستفزاز من أحد العمال الوافدين حين قال له: «سعودي ما فيه شغل يبغى يجلس مكتب وبيت ومع صديق.. معلوم؟» فكان الرد من ضيفنا عبدالعزيز: (معلوم، ولكن أنا ما فيه سيم سيم). ومنذ تلك اللحظة مضى عبدالعزيز مسيرة العمل والكفاح والمثابرة والجد والاجتهاد، وأخذ زميله سلمان ليعمل معه في هذه المهنة، وتكفل بأن يعلمه ويدربه فأصبحا معروفين بعملهما المتقن في المنطقة. عبدالعزيز متزوج ولديه طفل، ومن حبه للأطفال قرر أن يوصل لهم التوعية والإرشادات لحب جميع المهن وليس فقط مجال مهنته، فالأجيال القادمة ما زالت على نفس أسطوانة الأجيال التي سبقتها، فإذا سألناه: ما هو حلمك الوظيفي؟ يقول دكتور- معلم - طيار، لذلك نريد تغيير هذا التفكير أو الحلم.. تعب سلمان في بدايته بالعمل الميداني مع عبدالعزيز من قوة الشمس ودرجة الحرارة، وقرر أن يأخذ إجازة لمدة يومين، وبعدها واصل عمله وتعب مرة أخرى ولكن لم يستسلم حتى تأقلم على العمل الميداني مع قسوة حرارة الجو. كان أحد العمال العرب قال لضيفنا عبدالعزيز وهو يعمل معه: إن يدك فيها خير، فكانت هذه الجملة محفزة بشكل كبير له في مهنته وبدأ يتعمق في عمل الجبس والديكور، وأيضا يعمل تصاميم خشبية بسيطة للحلوى وغيرها، ولم يقف عند ذلك فقط بل بدأ بتعليم زميله سلمان والذي كان يعمل في إحدى الشركات، والذي بعد أن تعلم المهنة قرر أن يستقيل من الشركة وينضم الى عبدالعزيز في العمل الحر. يواصل عبدالعزيز حديثه: نريدهم ألا يقفوا عند هذا الحلم فقط، بل نوعيهم على حب المهن اليدوية مثل الكهرباء، الديكور، الميكانيكا وغيرها من هذه المهن لتكون هي حلمهم في المستقبل ليعملوا بأنفسهم، ويحصلوا على دخولهم من عرق جبينهم. طموح عبدالعزيز كبير ولا يتوقف في أن يقصر نفسه في عمله بهذه المهنة، بل وصل طموحه لأن يدعم كل من يحب هذه المهنة بتدريبهم وتأهيلهم، ولكن واجه بعض المعوقات ومن أهمها الدعم المالي ليلبي كل ما يحتاجه المهني السعودي. بعض الجهات كانت تنوي دعمه، ولكن الى هذا الوقت لم يلتفتوا له، هذا ما قاله ضيفنا، والذي يضيف: قدمت لكثير من الجهات للحصول على دعم لأغراض التدريب والتمويل والى الآن في انتظار ردودهم.