لن تحترم ذاتك إن قبلت بأقل مما تستحق.. الأشياء التي نقبلها بالإرغام تبقى غصة في حناجرنا حتى نلفظها.. أعد النظر في حساباتك الحياتية؛ فإن كنت تشعر بانخفاض تقدير الذات، أو فقدان القدرة على التكيف مع واقعك الاجتماعي فأنت تعيش حياة ليست لك.. حين تشعر أنك غير متوازن، سريع الغضب، أو حزين، أو فاقد القدرة على الاستمتاع بتفاصيل الحياة المبهجة، فالقضية ليست أنك تعيش حياة ليست لك فقط، إنما بداخلك ثورة صغيرة من الألم والحنق بدأت تكبر وتحاول الخروج، وهي تمارس ضغطها عليك لأنها لم تجد مخرجا لائقا بها.. أنت قد تكون ضحية جرح مغمور حاولت طمره عبر أيام وربما سنين. نحن نعتب على الحظ والظروف، وأحيانا على الحياة لأنها لم تمنحنا ما نتمنى أو نستحق، لكن الحقيقة أننا من فعل ذلك بأنفسنا.. نحن نضل طريقنا حين نلهث وراء أحلام لا تناسبنا وتأبى أن تجيء.. نحن نتنازل عن جزء من كرامتنا وكبريائنا عندما نقبل الانصياع للظروف، عندما نخاف ان نقول لا، عندما نجبن عن المواجهة والتصريح بمطالبنا، وأحيانا حقوقنا.. عندما نذعر عن تحرير قراراتنا، وتصرفاتنا، وحرياتنا، من القوالب الثقافية التي تشكلنا بطريقتها رغما عنا!! عندما تفلت منك فرصة قول لا، أو نعم، أو لا أريد، أو أنا أحتاج بقوة، (في الوقت المناسب لها) ستدفع حياتك الباقية ثمن ذلك.. قلب قراراتك المصيرية التي اتخذتها في حياتك؛ حتما ستشعر بالامتنان لبعضها وبالسوء حيال الآخر، المهم في هذه الخطوة ان تفهم ما القرارات غير الموفقة التي ما زلت تعاني تبعاتها حتى الآن.. لن يفيدك الندم ولا النحيب عليها بالطبع، وليس الحل في تجاهلها أو محاولة التكيف مع وقائعها، أو اقناع نفسك بأن هذا من مشيئة القدر، فهذا نوع من (خداع الذات).. حاول اصلاح قراراتك الفاشلة ولو مضى عليها زمن.. لا تطمرها، ولا تجملها، ولا تقنع نفسك بها أو تبحث عن إيجابيات واهية لها.. ما تكتمه وتقمعه في أعماقك سيثور يوما ما، فما تخدع نفسك به اليوم سيواجهك غدا بشراسة.. حينها لن يكون لديك المنطق أو الحكمة أو القدرة على اصلاح اي شيء.. حين تبلغ أدنى مستويات لياقتك النفسية، ستفقد القدرة على رؤية الأمور بوضوح.. ربما تدخل في دوامة حزن أو حنق حاد تفضي بك إلى دائرة الاكتئاب.. لا وقت متأخر للإصلاح.. خذ ما تستحق من الحياة ولا تقبل بأقل منه..