س: أشعر أني عاجز، وأن الحياة لم تترك لي خيارات، وأن الحياة تجبرني، سواء فى عملي أو بيتي أو شخصيتي، فماذا أفعل.. أفيدوني؟ براء الدمام ج: أخي براء، لقد لمست من سؤالك حالة من الإحباط واليأس والعجز، وكأنك لا تستطيع فعل شيء، ولكننا نحن نحيا حياتنا التي نحن فيها بالاختيار وليس بالصدفة، وأعظم قدرة نمتلكها هي قدرة الاختيار، فنحن نعيش وفقا لخيارتنا، والله عز وجل منحنا الإرادة الحرة والقدرة على الاختيار، فنحن نملك الخيار فى شخصيتنا كيف تكون، في قيمنا، معاملاتنا للغير، طريقة تعاملنا مع الشدائد، رغباتنا فى تلقى العلم، مدى ما سنحققه فى حياتنا الوظيفية أو العمل الذي سنمتهنه، البيت الذي سنسكنه، وغيرها من الخيارات الأخرى التي نتبناها يوميا، ما يساعدنا على تحسين وتجويد حياتنا، والله عز وجل يرشدنا في القرآن الكريم إلى السعي بقوله تعالى (واسعوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور) صدق الله العظيم، والرسول عليه الصلاة السلام كان يستعيذ من العجز والكسل. وربما أحد أسباب شعورك بالعجز ترديدك لكلمات سلبية لنفسك، مثلا: لا أقدر، لا أعرف. حاول جاهدا أن تعرف وتحاول. فلا أحد يجبرنا على فعل شيء لا نريده. إنها الحياة نعيشها بكل ما فيها، فإن كانت وظيفتك لا تعجبك فأنت تملك الخيار لتغييرها ولو بعد زمن وحين، ولو كنت غير راض عن نفسك سواء فى شخصيتك أو تعليمك فيمكنك اختيار إكمال دراستك وتثقيفها، وإن كنت غير راضٍ عن المكان الذي تعيش فيه يمكنك الانتقال إلى مكان آخر تعيش فيه... وهكذا، فأنت تملك أعظم قدرة وهبك الله إياها، وهى الاختيار من بين عدة بدائل وخيارات، وما أنت فيه الآن من حياة فبسبب قراراتك أنت وحدك، فلا تلم أحدا، واصدق مع نفسك، وتحمل مسؤولية حياتك، وقل: أنا المسؤول عن حياتي، وابدأ بتغيير حياتك في الاتجاه الذي تريده، ولا تقبل أن تعيش بأقل مما تستحق.. والله يوفقك. * «مدرب ومستشار برامج إطلاق القدرات وتطوير الذات» [email protected]