القنابل الموجهة بالليزر أو بالأقمار الاصطناعية والصواريخ كثيرا ما تصيب أهدافها المحددة، لكن نتيجة خطأ بشري أو خلل فني يتحول التصويب الى خطأ. وأخطاء جيوش العالم تتسبب في قتل مدنيين، وتضطر في معظم الاحيان إلى الاعتذار أو أحياناً التعويض. وضعف الاتصال يتسبب بحدوث أخطاء، وغالبا ما يكون أطراف الخطأ اكثر من شخص، والخطأ البشري يتسبب في عواقب مدمرة اضافة الى الخسائر في المعدات والاخفاقات الاجرائية وهو ما حدث في حالة قصف مستشفى اطباء بلا حدود في قندوز بأفغانستان، والمشكلة بدأت بحريق صاروخي على مقاتلة أمريكية من طراز أس-130، ارسلت لقصف تجمع لمقاتلي طالبان، لكن انظمة الاستهداف تعطلت بالطائرة، ليتصل الطاقم - بعد رؤيته مجموعة من المباني تتطابق مع وصف المجمع- بموقع تحكم تابع للملاحة البحرية الامريكية للتأكد.. وتلقي الاجابة سريعا بالموافقة، ليطلق النار ويقصف المستشفى بمن فيه. مثال ثان، في إحدى الغارات الجوية على مدينة الطبقة السورية جرى الخلط بين مقاتلين سوريين مدعومين من التحالف، مع عناصر لتنظيم داعش، وقال التحالف: «إن حلفاء على الارض استدعوا الغارات الجوية وحددوا المواقع المستهدفة على انها لمقاتلي التنظيم». وتبين بعد القصف ان الموقع يتبع القوات الديمقراطية السورية المدعومة من الولاياتالمتحدة وتقاتل داعش في خندق واحد مع التحالف الدولي. من الاخطاء القاتلة ايضا التي يروح ضحيتها مدنيون ابرياء الاعتماد على حلفاء محليين، وكانت غارة للتحالف تسببت -وبناء على معلومات وفرتها القوات العراقية الخاصة- في مقتل ما لا يقل عن 200 مدني عراقي. الغارة الجوية للتحالف التي استهدفت تجمعا في الموصل، لقي اثرها المئات من المدنيين حتفهم، وقال عسكريون بالتحالف: «إن الغارة اصابت هدفها المحدد بدقة لكن تحديد هذا الهدف اعتمد على معلومات قوة عراقية شريكة قد لا تكون لديها القيم والمعايير المطلوبة عندما يتعلق الامر بتهديد حياة المدنيين». ومن بين الاسباب القاتلة المعلومات الاستخباراتية غير المؤكدة، كما حدث في قصف السفارة الصينية فى مدينة بلجراد الصربية 1999 عن طريق الخطأ، وأسفر الهجوم عن قتل ثلاثة اشخاص وإصابة عشرين اخرين. فالقنابل الموجهة بالاقمار الاصطناعية من طائرة بى-2 التي اصابت السفارة الصينية فى بلغراد في حرب كوسوفو، كانت نتيجة خطأ استخباراتي، ما أدى لمقتل واصابة ثلاثة وعشرين شخصا مع خسائر فادحة. المخططون العسكريون يعتمدون على مصادر استخباراتية متعددة جوية وبرية وبشرية، لتنفيذ غاراتهم الجوية ويقولون: «إنهم يحرصون على تجنب اصابة المدنيين»، لكن ذلك قد قد لا تفي به تقنيات الاستهداف المعيبة وخرائط قديمة وضعف المتابعة على الأرض. مصدر: نيويورك تايمز