تقول وكالات الأنباء إن فرنسا قامت بطلعات جوية فوق سوريا؛ من أجل تحديد أهداف معينة تخص داعش لقصفها. ونقلت وكالات الأنباء "أن وزير الدفاع الأسترالي (كيفن أندروز)، قال إن الغارات التي تنفذها بلاده على مواقع تنظيم «داعش» الإرهابي داخل سوريا يمكن أن تستمر حتى الأعوام الثلاثة القادمة"! انتبهوا إلى كلمة (الأعوام الثلاثة القادمة). وأعلنت أستراليا قبل شهر تقريباً أنها ستنضم إلى التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في قصفها الجوي لمواقع "داعش" على الحدود العراقية - السورية. أما سلاح الجو الكندي فقد أعلن أنه ضرب موقعا تابعا لداعش في سورية قرب مدينة الرقة في الثاني من سبتمبر الحالي بطائرتين من طراز F-18 بقنابل عالية الدقة، وذلك في أول عملية لكندا في الأجواء السورية، منذ أن منح البرلمان حكومة أوتاوا تفويضا بهذا الخصوص. قبل أكثر من سنة عمدت دولة داعش الإرهابية إلى إذلال الرئيس أوباما المتنزه عن الولوج إلى خوض معارك الشرق الأوسط بقتل الصحفي الأمريكي بشكل بشع رآه العالم قاطبة. على إثر ذلك قام الرئيس الأمريكي، ربما بسبب عقدة المشي في الظلام وحيداً الذي اكتسبتها أمريكا على مدى مغامراتها الفاشلة في العالم، بتكوين حلف من ستين دولة؛ للقضاء على داعش. ضم التحالف دولا من أوروبا وأمريكا والدول العربية. وبدأ التحالف يقصف الدواعش في شمال العراق ثم امتد بعد ذلك إلى الأراضي السورية في معقل التنظيم في الرقة. الرائد طيار الإماراتية مريم المنصوري أيضا تقصف داعش، ممثلة جزءا من المساهمة الإماراتية في التحالف الستيني. ولم تظهر مساهمة الأردن في قصف داعش إلى أن وقع الطيار معاذ الكساسبة أسيرا لدى الدواعش بعد أن أسقطت طائرته. وتم اعتقاله ولما لم تفلح جميع الوسائل في إنقاذه أو الإفراج عنه ارتكب التنظيم المعتوه دينياً أبشع ما يمكن أن يبتكره عقله المتوحش، فأحرقوا الطيار حيا لتقوم الأردن بقصف مقرات داعش وإعلان قتل عدد منهم. مصر أيضا تقصف داعش، فقد قام فرع التنظيم في ليبيا بقتل 21 قبطياً مصرياً بشكل بشع موثقين ذلك بالصور وبثه على الإعلام. وفي رد موجع كما أراده سلاح الجو المصري تم استهداف مقرات فرع التنظيم في سرت وقصف داعش. تعوزني مصادر إخبارية موثوقة كي أسجل هنا إن كانت داعش حصلت على نصيبها أيضاً من قصف (أسد البراميل المتفجرة) الرئيس السوري بشار بنفس نصيب أطفال حلب وشيوخها ونسائها، وهل يمارس هو أيضا وحليفته إيران قصف الدواعش؟ المصادر هنا شحيحة! لكني متأكد من أن جيش النشامى العراقي يقصف هو أيضا داعش في الرمادي والأنبار، صحيح أن القصف يصيب أحياناً المواطنين، لكن هذا لا ينفي أن بعض الصواريخ تصيب داعش. هل يعقل أن كل هذه الأطنان من الجحيم النازلة من السماء، وكل هذه المعلومات الاستخبارية ورصد الأقمار الصناعية ولا يصمد داعش إزاءها فقط بل ويتمدد؟! هذا يجعلني اسأل سؤالا قد يبدو غبياً: هل يأخذ العالم ظاهرة الدواعش على محمل الجد؟