سار بكل صمت، وخطوة بخطوة من أجل صناعة الانجاز، وتحقيق ما كان يحسبه الجميع صعبا، بل وبعيد المنال. هذا بالفعل هو ما ينطبق على مسيرة فريق ناشئي كرة اليد بنادي القارة، الذي آمن بحظوظه، وقهر كلمة المستحيل، ليكون الفريق الأول بعد العربي، الذي يكسر احتكار فرق محافظة القطيف للقب بطولة الدوري الممتاز لكرة اليد في فئة الناشئين، منذ عودته في الموسم الرياضي (1427- 1428)ه، وعقب توقفه لسنوات طويلة. تحقيق اللقب لم يكن محض صدفة، بل جاء بعمل متواصل لسنوات، كان عنوانه الأبرز «صلاح العلي»، الرجل الذي كان يرى في أبنائه اللاعبين مستقبلا مبهرا، فقدم عملا دؤوبا على المستوى الفني والنفسي والتربوي، ليصنع فريقا يختلف كثيرا عن باقي الأبطال. بوادر الحصول على اللقب بدأت منذ موسمين، حينما حل الفريق في المركز الرابع بدوري الناشئين، وحينها أكد المختصون في لعبة كرة اليد أن القارة سيكون الفريق الذي يهدد كبرياء فرق محافظة القطيف، اذا ما حافظ على لاعبيه، واستمر في تطويرهم. وفي الموسم الذي يليه، نجح في التقدم مرتبة واحدة، ليحل في المركز الثالث خلف كل من مضر البطل والخليج الوصيف، لتتضح لكل المتابعين معالم البطل القادم بكل قوة. صدقت التوقعات، ونجح القارة في خطف لقب دوري الدرجة الممتازة لناشئي كرة اليد، وللمرة الأولى في تاريخه، عقب تصدره لفرق الدوري برصيد (25) نقطة، وبفارق أربع نقاط عن أقرب منافسيه الصفا، وذلك عقب أن حقق (11) انتصارا، وتعادل في (3) مباريات، في مقابل خسارتين فقط. من ناحيته، أوضح رئيس نادي القارة عادل الهاشم أن الانجاز، الذي تحقق لم يكن وليد الصدفة، بل جاء بعمل متواصل استمر لما يقارب ال (7) أعوام، مبينا أن الذهب الذي حققه ناشئو كرة اليد لا ينسب إلى مجلس ادارته فقط، بل إلى جميع الادارات السابقة، التي عملت على اعادة التوهج لكرة اليد، التي تعتبر احدى واجهات النادي المشرقة. وتحدث الهاشم عن اعارة كميل الغافلي للنور من أجل المشاركة في بطولة النخبة لدرجة الشباب، قائلا: «اعارة كميل ستكون ذات فوائد كبيرة، وستعطيه الكثير من الخبرات، خاصة أنه يشارك مع نادي النور، أحد الأندية التي تشكل المنبع الحقيقي لكرة اليد في المملكة». فيما أوضح مدرب الفريق صلاح العلي، أن وضوح الرؤية وتوحد الأهداف والجهود، قادت ناشئي القارة لتحقيق لقب الدوري الممتاز لكرة اليد، موضحا أن رؤيته في صناعة جيل جديد لكرة اليد بنادي القارة، كانت واضحة للجميع، ولذلك فقد استمر بالعمل على مدار تولي (3) مجالس لادارة النادي. وتحدث العلي عن لاعبي الفريق البطل، قائلا: «الغالبية العظمى منهم يلعبون معا منذ أكثر من (6) أعوام، ولذلك فالتجانس بيني وبينهم كبير جدا، اضافة الى انهم يملكون الرغبة والحماس لتحقيق الكثير من الانجازات على مستوى كرة اليد، وما تحقيق لقبي الدوري والنخبة الا مجرد بداية».