دأبت المملكة منذ قيام كيانها الشامخ على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن- طيب الله ثراه-، وحتى العهد الحاضر الزاهر، على توطيد علاقاتها مع سائر دول العالم، وقد استثمرت تلك العلاقات منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم في دعم تبادل المنافع والمصالح مع تلك الدول، وكان لتلك العلاقات أثرها الفاعل في إرساء قواعد الأمن والسلم الدوليين، والمساهمة الفاعلة في حلحلة العديد من أزمات العالم العالقة. وتلك علاقات تقوم في أساسها على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة بين المملكة وسائر الدول التي تربطها بها علاقات دبلوماسية، والعمل على تأييد نشر الأمن والسلم الدوليين، وفقا للمعطيات والقرارات الدولية المرعية، وقد كان لتلك العلاقات أثرها الفاعل في ترجمة مختلف التوجهات، التي تطمح لها المملكة؛ من أجل دعم سبل التعاون المثمر بينها وبين دول العالم كافة. السياسة الحكيمة التي تنتهجها المملكة في رسم علاقاتها مع كافة الدول المرتبطة بعلاقات معها تحددت ملامحها من جديد أثناء ترحيب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله- بواحد وعشرين سفيرا تسلموا أوراق اعتمادهم يوم أمس الأول كسفراء معتمدين لدولهم لدى المملكة، ووفقا لهذه السياسة فإن المملكة ماضية قدما لدعم أواصر العلاقات بينها وبين كافة دول العالم، لما فيه تحقيق أقصى المصالح المشتركة بينها وبين تلك الدول. ويهم المملكة باستمرار أن تعزز علاقاتها المثمرة مع سائر دول العالم في مختلف المجالات والميادين، لا سيما الاقتصادية منها، حيث تعمل المملكة على ترجمة تفاصيل رؤيتها الطموح 2030 لقيام صرح اقتصادي جديد يقوم على توطين الصناعة وتنويع مصادر الدخل، وهو صرح يعتمد في جزء منه على استثمار علاقات المملكة مع دول العالم، وهو استثمار يتحقق على أرض الواقع اليوم. وقد شهد العالم بأسره، وفقا لتلك السياسة الحكيمة القائمة على دعم أواصر العلاقات بين المملكة وكافة دول العالم، ما تتمتع به المملكة من ثقل سياسي بارز مكنها باقتدار من العمل على المشاركة الفاعلة مع صناع القرار الدولي؛ لتسوية الأزمات العالقة في أكثر البؤر سخونة وغليانا في العالم، والمنطلقات السياسية التي تنتهجها المملكة إزاء كافة القضايا في الشرق والغرب واضحة ومعلنة. وتحرص المملكة انطلاقا من تلك السياسة الفاعلة والمثمرة، على استخدام ثقلها السياسي؛ للوصول إلى تسويات عقلانية لكل الأزمات المستعصية في العالم، كما أنها في ذات الوقت حريصة أشد الحرص على توطيد علاقاتها في شتى المجالات والميادين؛ للوصول إلى أقصى غايات تحقيق المصالح المشتركة، التي تجمع المملكة بسائر دول العالم، وقد تحقق الكثير منها حتى اليوم وسوف تشهد الأيام المقبلة المزيد من المصالح المثمرة الناتجة عن تعميق وتعزيز أواصر العلاقات المتينة التي تربط المملكة مع سائر دول العالم.