نجحت الدبلوماسية السعودية أيما نجاح في الوصول الى رفع العقوبات الأمريكية عن الخرطوم، وهو نجاح يمثل دورا فاعلا وواضحا لدبلوماسية تمكنت معها المملكة من ممارسة كافة أنشطتها مع الادارة الأمريكية للوصول الى هذه الغاية التي لا شك أنها سوف تعود بخيرات وافرة على الشعب السوداني الشقيق، وتؤدي الى انعاش اقتصاده وعودته لممارسة أدواره الطبيعية داخل المنظومة الدولية. وقد أدى هذا النجاح الباهر الى الارتقاء بمستويات العلاقات الودية التي تجمع الرياضبالخرطوم، وقد تمثل هذا الارتقاء بشكل واضح في أعقاب رفع تلك العقوبات التي لا شك أن لها أضرارها الكبرى على حاضر ومستقبل الشعب السوداني الشقيق، ويهم المملكة دعم العلاقات بين واشنطنوالخرطوم لما فيه مصلحة الشعب السوداني الذي كان يرتبط بتعاونيات متعددة مع الولاياتالمتحدة قبل رفع العقوبات. العقوبات الأمريكية التي ظلت مفروضة على الخرطوم منذ عام 1997 وأدت الى إلحاق أضرار كبيرة باقتصاديات السودان، والى تأخير تنميته، وتعطيل مشروعاته، تلك العقوبات لا تصب في واقع الأمر في أي رافد من روافد المصالح السودانية العليا، وقد شعرت المملكة بفداحة تلك العقوبات وأضرارها على الشعب السوداني الشقيق، فعمدت الى القيام بممارسة تلك الأدوار الدبلوماسية الفاعلة الى أن تم رفع تلك العقوبات بفضل الله. اضطلعت المملكة بدور دبلوماسي فاعل وواضح مع الجانب الأمريكي لرفع العقوبات المفروضة على الخرطوم إيمانا من المملكة بأهمية الأدوار الأمريكية في انعاش الاقتصاد السوداني من جانب، ولفداحة تلك العقوبات المفروضة التي عزلت السودان عن القيام بأدواره الاقتصادية في الداخل والخارج، وهو أمر شعر به كل المستثمرين في السودان الذين تعطلت مصالحهم بفعل تلك العقوبات. والجهود التي بذلها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد للوصول الى مرحلة رفع تلك العقوبات الاقتصادية الأمريكية هي جهود مثمرة، وتدل على احترام الولاياتالمتحدة لمكانة المملكة الكبرى في المنطقة، ومكانتها الكبرى على مستوى دولي أيضا، فالعلاقات السعودية الأمريكية استثمرت في هذا المجال لرفع تلك العقوبات عن الخرطوم. وتحقق للسودان بفعل تلك الجهود السعودية المثمرة مصالح اقتصادية عديدة، وقد أدت تلك الوساطات وتفعيل ثقل المملكة السياسي الى تعزيز وتعميق العلاقات السعودية السودانية بشكل متسارع وبصورة عملية بعد رفع تلك العقوبات مباشرة، وتحتفظ الخرطوم للمملكة بتثمين خاص في اطار هذا المضمار الحيوي، فقد عانت السودان كثيرا من تلك العقوبات المفروضة عليه منذ سنوات عديدة. وقد شاركت السودان مع التحالف العربي لتحقيق كافة المصالح العربية المنشودة، ووقفت بصلابة ضد التدخلات الايرانية السافرة في شؤون السودان وغيرها من دول المنطقة، وقد قطعت الخرطوم علاقاتها الدبلوماسية مع طهران بسبب تلك التدخلات التي ما زالت تؤدي الى اشعال المنطقة بالحروب والفتن والأزمات الطائفية، فدور السودان فاعل وحيوي داخل التحالف العربي. المستقبل المنظور يعد بقيام تعاونيات عديدة بين الرياضوالخرطوم سواء فيما له علاقة بالأنشطة التجارية أو الأنشطة الاقتصادية المختلفة، وكذلك ما له علاقة بالجانب الزراعي، حيث تهتم السودان بتنشيط الاستثمارات السعودية في أراضيها، والأراضي السودانية الصالحة للزراعة كبيرة للغاية، وبامكان المملكة أن تمارس استثمارات طائلة في المجال الزراعي في السودان. رفع العقوبات الأمريكية عن الخرطوم بدور دبلوماسي سعودي أدى الى رسم تعاونيات جديدة بين المملكة والسودان، وهي تعاونيات سوف تؤدي على الأمدين القصير والطويل الى تحقيق سلسلة من المشروعات الكبرى التي تصب في مصالح البلدين الشقيقين، وسوف تؤدي الى انعاش الاقتصاد السوداني، ودعم عدة مسارات تعاونية بين المملكة والسودان تصب كلها في روافد دعم المصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين. نجاح المملكة الدبلوماسي مع الولاياتالمتحدة لرفع العقوبات الأمريكية التي كانت مفروضة على السودان يؤكد أهمية المكانة العليا التي تحتلها المملكة للتأثير المباشر على الدول الكبرى الصديقة، فاستثمار علاقات المملكة مع تلك الدول أدى وما زال يؤدي لتحقيق سلسلة من المصالح ليس بين المملكة وتلك الدول، بل بين المملكة وسائر الدول العربية والاسلامية والصديقة. ولا شك أن تلك المهمة الدبلوماسية التي اضطلعت بها المملكة تؤكد أهمية دورها الكبير في التوسط لانهاء العديد من الأزمات السياسية العالقة، وهو دور يحظى باحترام دول العالم في الشرق والغرب، ويدل من جانب آخر على التزام المملكة بسياستها الراجحة في تعاملها مع دول العالم والقائمة على الاحترام المتبادل، وممارسة التوازن في معالجة كافة القضايا المطروحة على الساحات العربية والاسلامية والدولية. تلك السياسة الراجحة لها أهميتها القصوى منذ تأسيس المملكة وحتى العهد الزاهر الحاضر في الوصول الى أفضل الحلول لأزمات العالم ومشاكله الطاحنة.