عندما أعلن سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مؤخرا عن اطلاق مشروع القدية في العاصمة الرياض كأكبر مشروع ترفيهي وثقافي ورياضي على مستوى العالم لم أفاجأ لأن طموح سموه يعانق السماء للوصول بهذا البلد إلى مصاف الدول المتقدمة. اختيار الموقع في جنوب مدينة الرياض يؤكد أن هناك فكرا تخطيطيا يعطي تنوعا ومزايا لكافة جهات العاصمة فالشمال اكتظ بالمشاريع والازدحام ومن المنطقي أن يحظى جنوبالمدينة ببعض المزايا كما أن (القدية) تعتبر في حقيقة الأمر كأنها ضاحية للعاصمة وهذا ما تحدث عنه العديد من المثقفين والكتاب والمخططين بضرورة بناء المشاريع في الضواحي لتخفيف الازدحام وسط العاصمة. بحكم معرفتي جيدا بالموقع فهو يقع على أرض منبسطة لا يوجد فيها تضاريس جغرافية صعبة مثل الجبال أو الكهوف أو التعرجات وتكمن مشكلتها في الطرق المؤدية إليها حيث لا يخدمها سوى طريق القدية وهو طريق تم (شقه) قبل 15 عاما نزولا لمدن جنوبالرياض وأقربها للمشروع مدينتا (ضرما والمزاحمية)، وهذا الطريق بوضعه الحالي يحتاج الى تجهيز وتعديل لكي يخدم مدينة عالمية بهذه الضخامة، ولذلك أعتقد أن الأنسب هو عمل خط من امتداد (عرقة المهدية) طريق الأمير مشعل نزولا إلى مدخل ضرما ليصبح لدينا طريقان: الأول كما ذكرنا طريق عرقة المهدية وصولا إلى ضرما ومن ثم الاتجاه يسارا للمدينة الترفيهية أو طريق القدية (مع ضرورة توسعته) ومن ثم الاتجاه يمينا للموقع، أيضا يحتاج الطريق الرئيسي الذي يقع عليه المشروع (طريق ضرما) إلى توسعة وترصيف وإنارة ليصبح لائقا بهذه المدينة العالمية. لا بد من التركيز على التدريب والتأهيل للعنصر الوطني في قطاع السياحة لكي يكون حضورا قويا لأبنائنا في هذا المشروع الكبير الذي يتوقع أن يساهم في تشغيل أكثر من خمسين ألف وظيفة، لأنه لا يوجد لدينا تخصصات جامعية تهتم بالقطاع السياحي أو معاهد لتخريج متخصصين في هذا المجال. من الضروري تجهيز فرق للأعمال المساندة تستطيع التعامل مع مراحل المشروع من بداياته ومنها تشكيل لجنة إعلامية وتنظيم الزيارات للإعلاميين بعد انطلاقته حتى تصبح الصورة واضحة جلية للجميع من مواطنين ومقيمين ومستثمرين.