تحتار وأنت تريد أن تكتب مقالاً رئيسيًّا حول الهولندي فان مارفيك مدرب منتخبنا الوطني؛ فسِجله التدريبي يسطع فيه وصول هولندا بقيادته لنهائي مونديال جنوب إفريقيا أمام إسبانيا، وخسارتها اللقب، بينما السطر الأخير قبل قيادته الأخضر يوضح أنه فشل تمامًا مع هامبورغ الألماني لدرجة أن الفريق خسر ست مباريات متتالية، منها خمس بثلاثة أهداف. وبالرغم من تجديد الثقة له إلا أن الفريق عاد ليخسر من آينتراخت براونشفايغ بأربعة أهداف مقابل هدفين، وخرج أيضًا من كأس ألمانيا أمام بايرن ميونخ..!! منذ استلامه قيادة الأخضر لم يخسر معه المنتخب، وهو أمر جيد وإيجابي لمن يبحث عن النتيجة دون النظر لواقع المستوى الذي يشير إلى أن مارفيك لم يصل بعد لدرجة الاختبار الحقيقي؛ فكل المنتخبات التي واجهها كانت متساوية المستوى مع الأخضر، أو أقل، بل في التصفيات الحالية المؤهلة لمونديال روسيا وقف معه الحظ والتحكيم أمام تايلاند بالرياض، والضعف اللياقي للاعبي العراق بماليزيا، على اعتبار أن الجميع متفق أن الأخضر كان صفرًا على الشمال من ناحية المستوى، وغابت أي لمسة فنية تكتيكية للمدرب؛ ما جعل ضربات الجزاء تحسم الموقف في كلتا المباراتين..!! حقق الأخضر ست نقاط نحو روسيا، ولا يمكن أن نغفل ذلك؛ لأن المستوى دون النتيجة هو في حقيقة الأمر هامش تاريخي غير مهم؛ ولذلك ستجد نفسك محتارًا، هل تريد النتيجة أم تسعى للمستوى وتترك النتيجة للمجهول؟؟ يبدو لي أن مارفيك الذي يستفزنا جميعًا بعدم حضوره مباريات الدوري، وكذلك ظهوره كمحلل كروي في التلفزيون الهولندي وسط معمعة التصفيات، غير جاد في مهمته، ويعتبرها تجربة مالية أكثر منها تاريخية، واتحاد الكرة وقع تحت ورطة عدم وجود البديل؛ لذلك سارع لقبول كل اشتراطات ودلع مارفيك..!! بعض المدربين محظوظ، وأتمنى أن يكون مارفيك من بينهم؛ لذلك فإن الخيارات تبدو متاحة لمستقبله مع المنتخب، فهذا المدرب الذي وقف الحكم والحظ معه أمام تايلاند، ثم ضربتا الجزاء أمام العراق بالرغم من سوء الأداء، ربما يواصل رحلته اللطيفة أمام أستراليا والإمارات واليابان، فلا شيء يمكن أن تتنبأ به في عالم الكرة؛ بدليل أننا نتصدر رغم أننا الأسوأ فنيًّا من كل منتخبات المجموعة، ودون الحاجة لقلم ومسطرة..!! جربنا العديد من المدربين من كل القارات، ومارفيك سيكون يومًا ما مجرد رقم، ولن يستمر طويلاً، والحملة النقدية تجاهه هي انعكاس يؤكد أن ما قدمه فنيًّا من عمل سيئ جدًّا لا يوازي ربع المبلغ الذي يدفع له، وما دام يفوز سنقول «حلال عليك»!! شخصيًّا، لا أحس بجدية هذا المدرب أبدًا، وأتمنى أن يفشل هذا الإحساس الذي بنيته بيقين تام من خلال المباراتين السابقتين، وأن نجتاز أستراليا والإمارات واليابان بنتائج مُرضية، سواء بالفوز أو التعادل! ما أحزنني أن المشرف العام على المنتخب طارق كيال ودون كنترول أصبح مثار نقطة اهتزاز لمسيرة الأخضر بخروجه المتكرر في الإعلام، ودخوله بردود إعلامية جعلته محط انتقاد واسع من النقاد؛ فالمفترض أن يكون رزينًا هادئًا وعقلانيًّا وحكيمًا.. فمن غير اللائق أن يعزو - مثلاً - مستوى الأخضر السيئ أمام تايلاند للأجواء الحارة بالرياض، على اعتبار أن منتخب تايلاند لعب بالاسكيمو..!! أصبح كيال نجمًا إعلاميًّا مثيرًا، وهو يكرر تجربة صديقه عبدالرزاق أبوداود الفاشلة، التي لم تترك سوى صدى تصريحاته وردوده الإعلامية، بينما غرق الأخضر معه للحضيض!! كلنا نحب منتخبنا، وسنفرح لانتصاراته، ولن نتخلى عنه، وسننتقده بحب أيضًا، وعلى اللاعبين مسؤولية كبيرة؛ فكل ما حققوه في مسيرتهم عبارة عن ألقاب محلية بحتة، لن تكون ملهمة لصفحات تاريخهم بعد الاعتزال؛ فالصفر الدولي مقفل تمامًا عنهم، وعليهم إدراك ذلك تمامًا، وأن الفرصة متاحة لهم لكتابة مجد لوطنهم ولأنفسهم، وإلا فالمحلية ليست صعبة قوية..!!