تأكيد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن قبيل بدء الزيارة الرسمية التي يقوم بها الملك المفدى للمملكة الأردنية الهاشمية حول أهمية هذه المحطة لتعزيز العمل العربي المشترك هو تأكيد يصب في روافد المواجهة الحقيقية للتحديات التي تفرضها الأحداث في المنطقة، وهي مواجهة لابد منها لانتشال الأمة العربية من أوضاعها المأساوية التي تعيش في أتونها. ولاشك أن الثقل السياسي الذي تتمتع به المملكة وتتمتع به الأردن كفيل بايجاد أفضل السبل وأمثلها لاحتواء الأزمات التي تعصف بالأمة العربية في خضم هذه الحروب والاضطرابات والنزاعات التي تمور على أراضي بعض الدول العربية وتكاد تعطل مسيرة التضامن العربي المنشود الذي تتوق الأمة العربية بأسرها لتحقيقه على أرض الواقع، وتعطيل هذه المسيرة يتعارض تماما مع المصالح المشتركة للأمة العربية بأسرها. وأعمال القمة العربية التاسعة والعشرين التي يستضيفها الأردن سوف تركز على مسألة التكاتف والتعاضد والتآزر لمواجهة التحديات الكبرى التي تستهدف شق الصف العربي وبعثرة الكلمة العربية الواحدة ومحاولة اصابة الوحدة الوطنية للأمة في مقتل، وهي تحديات لابد من التصدي لها ومعالجتها بشكل جماعي، فهي مازالت تهدد كيان الأمة العربية وتحاول التغلب على إرادة شعوبها. وقد سعت المملكة والأردن لتحصين العلاقات السعودية / الأردنية من كل الاختراقات الخارجية التي تهدد علاقات البلدين الشقيقين وتهدد علاقات الدول العربية بعضها مع البعض الآخر، وهو مسعى حميد له آثاره الايجابية في تقوية الصف العربي وتوحيد الكلمة الواحدة ودعم المصير المشترك لأمة تريد العودة لتضامنها ودعم مساراته من أجل تحقيق غايات وأهداف العرب جميعا. ويتضح أن القمة العربية المرتقبة هي قمة استثنائية نظير ما سوف يطرح على طاولتها من قضايا تمس الانتصار للحقوق العربية ومحاولة تسوية أزمات الأمة واحتواء ظاهرة الإرهاب، وايجاد الحلول العقلانية لتسوية الأزمات العالقة في الوطن العربي كالأزمة السورية والعراقية واليمنية، ولاشك أن هذه الأزمات تشكل خسارة ضخمة لكل المحاولات الجادة والدؤوبة من أجل تحقيق التضامن العربي بين كافة الشعوب العربية دون استثناء. ولا يخفى العالم أن المملكة تسعى جاهدة مع الأشقاء للعمل على تشكيل «التحالف العربي» من أجل تحرير اليمن وإعادة الشرعية إليه ودحر الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح الانقلابية التي تريد القفزعلى الشرعية والقفز على كافة القرارات الأممية ذات الصلة والقفز على ارادة الشعب اليمني الحر، وقد حقق التحالف الكثير من الانجازات والانتصارات التي تبشر بعودة الشرعية إلى اليمن ودحر الانقلابيين.