أكد اقتصاديون أن رفع وكالة موديز النظرة المستقبلية لنظام المصارف السعودية الى مستقر بعد أن كانت سلبية، يكشف قدرة مؤسسة النقد والمصارف على مواجهة المتغيرات الاقتصادية وامتصاص المخاطر المحتملة. وأوضح الاقتصاديون ل«اليوم» أن البنوك السعودية تجد دعما من قبل مؤسسة النقد والكثير من الشركات التي تم صرف مستحقاتها من قبل الدولة سددت المتأخرات عليها من قروض فيما أعمال البنوك مستمرة، ونسبة القروض المتعثرة ليس لها تأثير على أداء البنوك التي تعمل معها كثير من شركات الوساطة أو شركات التمويل عن طريق البنوك. وقال الخبير الاقتصادي والمصرفي فضل بن سعد البوعينين: إن تقرير موديز السابق بني على متغيرات السيولة التي حدت من قدرة المصارف على التمويل، وبالتالي تأثيرها على الربحية اضافة الى ملف الديون المتعثرة الذي غالبا ما ترتفع في حال المتغيرات الاقتصادية السلبية، مبينا في الوقت نفسه انها لم تأخذ وكالة موديز في اعتبارها قدرة ساما على معالجة التحديات وقدرة الحكومة على دعم الاقتصاد حتى في أحلك الظروف. وأكد البوعينين تغيير موديز لتوقعاتها المستقبلية وتعديل نظرتها للقطاع المصرفي من سلبية الى مستقرة أمر متوقع، بعد تدخل ساما في معالجة مشكلة السيولة وضخها ودائع في القطاع المصرفي وتعديل نسبة القروض الى الودائع، إضافة الى سداد الحكومة مستحقات المقاولين، وهذا ما ساعد في انفراج الأزمة وتعديل توقعات المراقبين ومنهم موديز، وهناك جانب مهم وهو تحفظ ساما في تغطية الديون المتعثرة، حيث تفوق نسبة مخصصات القروض المتعثرة في بعض المصارف 150% وهذا يحد من المخاطر التي قد تتعرض لها المصارف السعودية مستقبلاً. من جانبه، قال الخبير المالي في الشأن المصرفي فهد الجبلي: إن وضع البنوك السعودية عكس ما كان ينظر له من نظرة سلبية في السابق، فالبنوك السعودية تجد تمويلا من قبل مؤسسة النقد العربي السعودي وعملياتها مستمرة بما في ذلك عمليات الإقراض للقطاعات الاقتصادية والتجارية او للأفراد، كما ان الكثير من القروض المتعثرة لا تعتبر متعثرة إنما تعتبر متأخرة في عملية السداد، تم تسوية الكثير من هذه القروض خاصة أن الشركات التي تم صرف مستحقاتها من قبل الدولة سددت ما عليها من قروض متأخرة. وكانت وكالة موديز قد اصدرت آخر تقاريرها حيال النظرة المستقبلية للنظام المصرفي السعودي، والذي أشار الى تجاوز النظرة السلبية الى النظرة المستقرة والتي عكست القدرة العالية على امتصاص المخاطر وتراجع ضغوط التمويل. وتوقعت موديز أن يبقى ائتمان البنوك السعودية مستقرا على نحو واسع خلال الفترة من 12 إلى 18 شهرا المقبلة.