تابع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مشاوراته مع كل الاطراف حول أسس المشاركة في الحكومة، واعتبرت مصادر مقربة من ميقاتي أن تزايد طلبات الفرقاء السياسيين، انما هي لرفع السقف حول الحصص الوزارية ومن شأنها تأخير التشكيلة الحكومية، ولكنها لن تثنيه عن المضي في خياراته السياسية ولن تؤثر في قناعاته السياسية وتوجّهاته المرسومة بدقة. الرئيس اللبناني يكلف ميقاتي بتشكيل الحكومة حكومة أحادية وأكد الرئيس اللبناني امين الجميل أن الحكومة الأحادية التي يسعى إليها البعض تطرح مسألة أساسية تتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية ودوره، إذا ما تم تحضير القرارات في الخارج ووضعها على الطاولة أحادياً وفوقياً. من جهتها تبدو قوى 8 آذار مرتاحة الى الزيارات التي تلقاها رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي من رؤساء البعثات الدبلوماسية العاملة في لبنان معتبرة إياها إقراراً بالامر الواقع الجديد واعترافاً به، مما يدرأ عن الحكومة تبعات سياسية واقتصادية سرى على نطاق واسع إمكان ان تنعكس على لبنان مذ برز احتمال فوز قوى 8 آذار بالاكثرية النيابية في الانتخابات النيابية عام 2009. وتأخذ هذه القوى مداها في التعبير عن ذلك بالدفع نحو تشكيل حكومة من لون واحد، وفقاً لما يعبّر الفرقاء المسيحيون في هذه القوى، بل اكثر، في الدفع نحو انتزاع الحقائب الوزارية السيادية التي اخذها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على عاتقه في الحكومة السابقة حيال المخاوف التي انتابت الدول الغربية من احتمال وضع قوى 8 آذار يدها على الوزارات الامنية في شكل خاص، مما يجعل هذه الدول تتطلع الى ضمان حياد الوزارات المذكورة وعدم تسليمها كلياً الى «حزب الله» او وقوعها تحت سيطرته كلياً. ومع ان احتمال تسليم رئيس الجمهورية بالضغوط التي تمارسها عليه ظاهراً قوى مسيحية تعبّر في الواقع عن اكثر من طموحات تنافسية مسيحية في هذا الاطار، أمر يمكن ان ينعكس سلباً على موقعه وهيبة هذا الموقع، فإن الاهم بالنسبة الى مصادر دبلوماسية معنية ان هناك تعويلاً على رئيس الجمهورية من اجل عدم وقوع الوزارات السيادية في ايدي قوى 8 آذار، حرصاً على بقية باقية محتملة من الدعم الخارجي للقوى الامنية. تشجيع وما حصل حتى اليوم ان الرئيس ميقاتي الذي له علاقاته واتصالاته الدولية حصل على تشجيع الدول المعنية في ضوء ما سمعه منه دبلوماسيون كثر في موضوع التزامات لبنان الدولية المتعلقة بالمحكمة وقوله انه سيعمل على توفير اجماع حولها، او في موضوع القرار 1701 او ايضا لجهة سعيه الى تأمين مشاركة قوى 14 آذار في الحكومة. فكلامه اراح الزوار الدبلوماسيين الذين قابلوه بموقف تشجيعي.. لكن التشجيع لا يعني الموافقة او التأييد في انتظار ما ستقوم به هذه الحكومة.