أسفر برنامج مكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء في الاحساء بالمنطقة الشرقية عن تراجع نسبة الاصابة بالحشرة إلى 0.5% في العام 2016، ليبلغ عدد النخيل المصابة في نفس العام نحو 15 ألف نخلة، وهو رقم متدن جدا عما سجل في السنوات الماضية وتحديدا في العام 2009، إذ وصل عدد النخيل المصاب بسوسة النخيل خلاله إلى 39 الف نخلة. أوضح ذلك المهندس في مركز النخيل والتمور بالأحساء، م. عبدالمنعم الشواف، في تصريحات ل«اليوم» على هامش محاضرته بعنوان «أهمية الحجر الزراعي الداخلي في الحد من انتشار حشرة سوسة النخيل الحمراء»، والتي نظمتها غرفة الشرقية بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية أمس الأول، ونوه بأنه يعمل في واحة الاحساء حاليا أكبر برنامج متكامل لمكافحة هذه الحشرة في العالم، تديره وزارة الزراعة ويحظى بدعم كبير من الحكومة. واستعرض المهندس الشواف خلال محاضرته الفرص الاستثمارية في القطاع الزراعي المتمثلة في إنشاء مراكز لمعاملة الفسائل بالتغطيس في كل منطقة ووفق الشروط والمواصفات التي تتطلبها العملية كإجراء تنظيمي للحجر الزراعي الداخلي للسماح بنقل الفسائل بين المناطق، وتتضمن العملية تغطيس الفسائل المراد نقلها بأحد المبيدات الحشرية لضمان خلوها من الاصابة بسوسة النخيل الحمراء عند النقل. وأوضح بعد مقدمة استعرض خلالها أضرار ومخاطر الاصابة بحشرة سوسة النخيل الحمراء أن وزارة الزراعة استشعرت اهمية تغيير الحجر الزراعي الداخلي الصارم، والذي يمنع فيه السماح بنقل الفسائل منعا باتا وتحويله الى الحجر الجزئي، وذلك لتفادي السلبيات المتعددة للحجر الصارم وأبرزها: انخفاض المردود الاقتصادي للمزارعين، تجمع الفسائل تحت النخيل مما يجهد النخيل الامهات، وايضا تعتبر بيئة ملائمة للإصابة، بالإضافة الى صعوبة اجراءات الفحص من قبل فني الفحص، كما يتوقع ازدياد المخالفين بسبب عدم وجود وسيلة نظامية لتداول الفسائل. وأوضح الشواف خلال المحاضرة التي أدارها نائب رئيس اللجنة الزراعية بالغرفة، حسين الدوسري، أن هذا الاجراء سيسمح للمزارعين والمواطنين بنقل وتداول الفسائل بشكل قانوني ونظامي مع معاقبة المخالفين للنظام، وقال الشواف: إن وزارة الزراعة قامت في العام 2016 بتغيير اجراءات الحجر الداخلي ليسمح بتداول ونقل الفسائل واصدار شهادات المنشأ المؤقتة للمناطق المتعاقدة مع متعهد خاص لتطبيق آلية الغمر «التغطيس» وفق الآلية المعتمدة من الوزارة. وتطرق الشواف الى مراحل الآلية والتي تشترط على المزارع في المرحلة الاولى تنظيف الفسيلة وتجهيزها لفحصها من قبل فنيي الوزارة والتي يمكن معها اكتشاف الاصابة بسهولة اذا كانت متقدمة وفي هذه الحالة يتم التخلص منها بالطرق السليمة، وفي حالة عدم مشاهدة اعراض الإصابة يتم العمل بالمرحلة الثانية وهي معاملة الفسيلة غمرا بمبيد الفيبرونيل بتركيز 0.004% ولمدة 30 دقيقة مع التحريك المستمر، وذلك للقضاء على اطوار السوسة ان وجدت سواء كانت من البيض أو اليرقات الصغيرة. واستعرض الشواف الاجراءات المتعلقة بآلية غمر الفسائل وهي الاجراءات التنظيمية والادارية، والفنية لعملية التغطيس والاجراءات المتعلقة بالمتعهد. وفي ختام المحاضرة تم تكريم المتحدث بدرع تذكارية.