الأسبوع الماضي كان حافلا بأحداث قد تغير من مسار السباق إلى الفضاء الخارجي. فإلى وقت قريب كان السباق محصورا بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفييتي سابقا. وبعدها بدأت أوروبا بقيادة فرنسا بالدخول في السباق نحو الفضاء الخارجي. ولكن وفي الوقت الحالي دخل في المنافسة ثلاث دول كلها من آسيا. وهي الصينوالهندواليابان. وشهد الأسبوع الماضي تطورات كثيرة خاصة بعلوم الفضاء ومنها زراعة محصول زراعي مكون من (اللفت) لخامس مرة على متن محطة الفضاء الدولية وإعلان الصين نيتها وضع إنسان فوق سطح القمر عام 2030م. ولكن الخبر الأكثر إثارة كان قيام وكالة الأبحاث والفضاء الهندية بإطلاق صاروخ يحمل ما مجموعه 104 أقمار صناعية. وهذا أمر يعتبر خطوة كبيرة لبرنامج الهند الفضائي، إلا أنه أمر يعتبر بغاية السهولة لبرنامج فضاء تشرف عليه وكالة ناسا الأمريكية والتي تبلغ ميزانيتها أكثر من ضعفي ميزانية برامج الفضاء الخاصة بروسيا والهندوالصينواليابان مجتمعة. ولعلم القارئ فإن حوالي 96 قمرا صناعيا التي أرسلتها الهند للفضاء الخارجي هي أقمار تابعة لشركة أمريكية أرادت إرسال هذا العدد من الأقمار الصناعية بأقل التكاليف. ويصل وزن كل قمر صناعي حوالي 10 كيلوجرامات فيما عدا قمرا صناعيا واحدا. ولكن أكثر شيء اتضح من برنامج الفضاء الهندي هو أنها قد تستغل خطط أمريكا لغزو ما يسمى الفضاء السحيق وخططهم للذهاب إلى المريخ وترك الهند تنافس وبشدة كلا من اليابانوالصين في القيام بمهمة إرسال الأقمار الصناعية للكثير من الدول إلى المدارات القريبة من الأرض بسعر أقل بكثير. وقد سبق للهند ان استطاعت إرسال مسبار إلى مدار كوكب المريخ عام 2014م مستفيدة من تبادل معلومات أخذتها من وكالة ناسا فيما يخص الاتصالات واتجاه مسار المسبار والذي استخدمت فيه اسلوب (سلينغ شوت) مستفيدة من قوة الدفع أثناء دورانها فوق مدار منخفض فوق سطح الأرض لعدة مرات. ولكن وإلى هذا الوقت أمام الهند طريق طويل للتغلب على برامج الفضاء الصينية حيث إنها وإلى الآن لم تتمكن من وضع إنسان في الفضاء الخارجي. ويرجع سبب ذلك إلى أنها تحتاج لسنوات لتطوير قدراتها الفضائية فيما يخص إرجاع المركبة إلى الأرض.