هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أغلبية الإعلام الأمريكي واتهمه ب«عدم النزاهة»، وذلك ضمن معركة مستمرة بين الجانبين منذ حملته الانتخابية. يجري ذلك فيما تهيمن السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الجديدة تحت رئاسة ترامب على مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن الذي انطلقت فعالياته امس الجمعة في عاصمة ولاية بافاريا الألمانية. وذلك بعدما عقد وزيرا الداخلية الأمريكي والصيني الجمعة اجتماعا على انفراد في ألمانيا في أول لقاء على هذا المستوى بين البلدين منذ انتخاب الرئيس دونالد ترامب، على خلفية توتر قائم بينهما. وتفتتح وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين ونظيرها الأمريكي جميس ماتيس المنتدى، الذي يعد من أهم اللقاءات المعنية بالسياسة الأمنية على مستوى العالم. ويشارك في المؤتمر الذي يستمر حتى يوم غد الأحد، 30 رئيس دولة وحكومة ونحو 80 وزير خارجية ودفاع. وبجانب السياسة الخارجية الأمريكية التي تتسم بالتضارب يتطرق المشاركون في المؤتمر أيضا إلى قضايا أخرى تتعلق بالتوترات مع روسيا والحرب في سوريا والنزاع الأوكراني ومستقبل الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن يعرض نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس اليوم السبت خلال المؤتمر ملامح السياسة الأمنية للبيت الأبيض، كما من المنتظر أن يلتقي المستشارة أنجيلا ميركل. وقال رئيس المؤتمر والسفير الألماني الأسبق لدى الولاياتالمتحدة، فولفجانج إشينجر، إن المؤتمر هذا العام سيكون الأكثر إثارة وحساسية منذ سنوات بسبب الوضع السياسي العالمي. تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن هو ثالث ملتقى يشارك فيه مسئولون بالإدارة الأمريكية الجديدة عقب اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل واجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في بون. انتقاد الصحفيين وانتقد ترامب على مدى أكثر من ساعة في مؤتمره الصحفي بالبيت الأبيض الخميس الصحفيين، وقال إن «عددا كبيرا من الصحفيين في البلاد لا يقولون لكم الحقيقة»، مضيفا أن «مستوى انعدام النزاهة (لدى وسائل الإعلام) هو خارج السيطرة». وأضاف ترامب -الذي ركز هجومه على شبكة «سي إن إن»- أن أغلبية وسائل الإعلام في واشنطنونيويورك ولوس أنجلوس لا تتحدث من أجل مصالح الشعب، بل للمصالح الخاصة ولمن يفيدون من نظام متصدع في شكل مؤكد، وفق تعبيره. وتابع أن هناك كثيرا من الغضب والحقد على «سي إن إن» إلى درجة «أنني لم أعد أشاهدها». وكرر الرئيس الأمريكي أن ارتيابه من وسائل الإعلام قد حضه على التحدث مباشرة إلى الأمريكيين، ولاسيما عبر حسابه على تويتر. ومن ضمن وسائل الإعلام التي هاجمها ترامب في مؤتمره الصحفي صحيفة وول ستريت جورنال التي نشرت قبل أيام مقالا تتحدث فيه عن حجب الاستخبارات معلومات حساسة عن ترامب بسبب علاقات فريقه الأمني بروسيا، واصفا المقال بالشائن. ونقلت نيويورك تايمز الأربعاء عن أربعة مسؤولين أن وكالات الاستخبارات تملك مقاطع من محادثات أجريت العام الماضي بين أعضاء في فريق ترامب الانتخابي ومسؤولين كبار في الاستخبارات الروسية. وأعلن ترامب أنه طلب من وزارة العدل التحقيق في تسريب المعلومات الاستخبارية التي أدت إلى الإطاحة بمستشارة للأمن القومي مايكل فلين. وشهدت العلاقة بين ترامب ومؤسسات الإعلام الأمريكية الكبرى توترا وحملات متبادلة، سواء خلال حملته الانتخابية حيث لم تخف هذه المؤسسات دعمها لمنافسته هيلاري كلينتون، أو في إثر فوزه بمنصب الرئاسة. فلدى الإعلان عن فوزه في نوفمبرالماضي اتهم ترامب الإعلام بتحريض المتظاهرين ضده، وكتب حينها على تويتر قائلا «كانت هناك انتخابات رئاسية مفتوحة وناجحة جدا، والآن يحتج محتجون محترفون يحرضهم الإعلام، هذا ظلم واضح».