تشهد العلاقات الأمريكية مع نظرائهم الألمان توتراً كبيراً بعد فضيحة تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على المستشارة الألمانية انجيلا ميركل. وكانت الوثائق المخابراتية الأمريكية التي سربها المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودن قد كشفت الغطاء عن تجسس المخابرات الأمريكية والبريطانية على المستشارة الألمانية الأمر الذي أدى إلى حرب غير معلنة بين ألمانيا من جهة وأمريكا من جهة أخرى ومحاولة منها لتبرير هذه العمليات اتهمت وكالة الأمن القومي الأمريكي المخابرات الألمانية بتجسس على الرئيس الأمريكي وعلى بعض المنشآت الأمريكية السرية حول العالم وتهديد الأمن القومي الأمر الذي نفته السلطات الألمانية. يأتي هذا التوتر في وقت وافقت فيه لجنة بمجلس الشيوخ الأمريكي على التمويل السنوي لعمليات المخابرات بما في ذلك إجراءات لزيادة قدرة أجهزة المخابرات على منع تسريب المعلومات السرية على غرار ما فعله المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن. وصوتت لجنة المخابرات بأغلبية 13 صوتاً لصالح مشروع قانون تفويض المخابرات لعام 2014. ويجيز القانون التمويل لمواجهة التهديدات ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل والقيام بعمليات سرية على مستوى العالم. وزادت المخاوف بشأن المراقبة والخصوصية منذ بدأ سنودن تسريب معلومات في يونيو تفيد بأن الحكومة جمعت بيانات عن مستخدمي الهواتف والإنترنت داخل الولاياتالمتحدة وخارجها أكثر مما كان معروفا. ويمنح القانون لمدير المخابرات صلاحية تحسين قدرة الحكومة على التحري وقدرتهم على الاطلاع على معلومات سرية. ويضيف القانون تمويلا لنشر أنظمة تتبع تكنولوجيا المعلومات في مختلف أجهزة المخابرات. من جهتها عقدت اللجنة البرلمانية المختصة بالرقابة على أنشطة أجهزة الاستخبارات في ألمانيا جلسة طارئة أمس الأربعاء لمناقشة فضيحة التجسس المتورطة فيها وكالة الأمن القومي الأمريكية. ومن المنتظر أن يطلع رئيس وكالة الاستخبارات الألمانية جيرهارد شيندلر ورئيس هيئة حماية الدستور هانز جورج ماسن اللجنة على نتائج محادثاتهما في الولاياتالمتحدة. كما يعتزم النائب البرلماني عن حزب الخضر هانزكريستيان شتروبله اطلاع اللجنة على نتائج لقائه بالموظف الاستخباراتي الأمريكي السابق ومسرب المعلومات إدوارد سنودن في موسكو. هذا وقد عقدت اللجنة للمرة الأولى منذ نشر تقارير عن عمليات تجسس استهدفت الهاتف المحمول الخاص بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وفي غضون ذلك طالب رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي فولفجانج إشينجر الأوروبيين والأمريكان بمواصلة تعزيز العلاقات بينهما رغم فضيحة التجسس. واعترف إشينجر بأن فضيحة تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية تمثل «عبئا» على العلاقات بين ضفتي الأطلسي. ووصف إشينجر إبرام اتفاقية محتملة ضد التجسس بين الولاياتالمتحدةوألمانيا بأنه «إجراء معزز للثقة» لكنه ما زال مجرد «أساس» موضحاً أن الأهم هو تفهم الطرفين أن التنصت على قادة بارزين بين الحلفاء أمر مخالف للأعراف.