هل العلاقة الصحيحة بين الإعلامي والمتحدث الرسمي تغييب المعلومة أو تشويهها وتصيّد الأخطاء وتدمير الثقة بين المسؤول والمواطن؟ قد يكون هذا جزءاً من الواقع ولكنه لا يجب أن يكون هو الواقع، فهذا مما لا يليق بمجتمع كمجتمعنا! ولذلك فكل جهد لتطوير العلاقة بين جهاتنا الحكومية ووسائلنا الإعلامية هو جهد يستحق التقدير والحفاوة، فالأمر أخطر مما يتصوره البعض. ومن هذه الجهود التي تستحق التقدير والأمل وأن تكون نتائجها ذات ثمار واقعية، ملتقى المنطقة الشرقية الأول للمتحدثين الرسميين «ناطق»، الذي سينطلق يوم الاثنين المقبل - بحول الله - وتنظمه إمارة المنطقة الشرقية، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، الذي يهدف إلى توثيق الشراكة بين المتحدث الرسمي والجمهور ووسائل الإعلام، والربط بين المتحدثين الرسميين لتبادل المعرفة والخبرات والتجارب، وتمكين المتحدث الرسمي من التعامل المهني مع الجمهور ووسائل الإعلام، ووضع الأسس المهنية للتعامل مع الأزمات والتصرفات غير المسؤولة، وكذلك رفع كفاءة المتحدث الرسمي للتعامل مع المستجدات المعرفية والتقنية. مبادرة تستحق التقدير من إمارة المبادرات، ومن بُعد أتمنى من قيادات مؤسساتنا أن يستغلوا هذا الحدث لوضع معايير دقيقة لاختيار متحدثيهم الرسميين، غير القرب والحرارة! وأن يسعوا لتطوير أداء المتحدثين، فهم واجهات المؤسسات، ولئلا يضطروا لتجاوزهم، ومخاطبة من كان الواجب أن يخاطبه المتحدث الرسمي! ما سبق أيضاً هو رسالة للناطق الرسمي الذي هو موظف من موظفي الدولة لَهُ مكانته وكرامته التي يجب ألا يسمح لأحد بالتعدي عليها، كائناً من كان! ولذلك فالسعي لتطوير الأداء والمهنية في نقل المعلومة بصدق ووضوح نجاح وتميز. أما الأمنية الأكبر فهي أن نصل إلى العلاقة السوية بين المتحدث الرسمي والإعلامي: بأن نبتعد عن الأنانية والفرح بالخطأ فيحال وقوعه، وذلك بأن نحكّم شريعتنا العظيمة وقيمنا الراقية في كل خبر يمر علينا إثباتاً ونفياً، وأن يكون الهدف الحقيقي للجميع مصلحة المملكة العربية السعودية بوضوح المعلومة وتلمس الحقيقة واختيار الأسلوب الأمثل لإهداء العيوب، والبعد عن الضرر والضرار. هذه أمنيات أتمنى أن نراها واقعاً، ومن الوثائق الجميلة التي قد تسهم في تكوين علاقة صحية قول الإمام مالك: بلغني عن القاسم بن محمد كلمة أعجبتني، وذاك أنه قال: من الرجال رجال لا تذكر عيوبهم. وقول الإمام عبدالله بن المبارك: إذا غلبت محاسن الرجل على مساوئه لم تذكر المساوئ، وإذا غلبت المساوئ المحاسن لم تذكر المحاسن.