استقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ د. محمد بن عبدالكريم العيسى، أمس، ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 31» من العلماء والمفكرين. وتناول مع الضيوف رؤية ورسالة وقيم وأهداف رابطة العالم الإسلامي، موضحا أن الرابطة حاضنة للشعوب الإسلامية، وتحمل رسالة إسلامية عالمية بعنوان «الإسلام للجميع»، ولديها رسالة إنسانية تعمل تحت مظلة التسامح والتعايش والرحمة ومحبة الخير للجميع. وقال: «إن الوسطية والاعتدال تمثل المرتكز الأساس الذي قامت عليه رسالة الإسلام، ما يتعين أن تكون وسائل الدعوة إليه على مستوى هذه الرسالة في العالمية والسمت والسماحة»، محذرا من سلبيات الخطاب المتشدد تحت أي ذريعة، ومن ظاهرة الإسلاموفوبيا التي يجب أن تُدفع بالتي هي أحسن. وأضاف: إن تحديث الخطاب الإسلامي يجري في سياق واحد مع اختلاف الحكم والفتوى باختلاف الأزمنة والأمكنة والأحوال والعادات والنيات والأشخاص، وإن فقه الأولويات والموازنات وترتيب المصالح والمفاسد يجب أن يكون حاضرا في وعي المسلم، كما يجب أن نخاطب الآخر بما ينسجم مع فهمه وإمكانية تقبله، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: «ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة». وأكد د. محمد العيسى أن الخطاب الإسلامي لا يمكن أن يتنازل عن هويته وهو يجدد في الأساليب والأدوات من خلال اتباع الحكمة الإسلامية في الدعوة، مبينًا أن محاولة خطف التطرف لمظلة الإسلام والترويج لباطله ومغالطاته ومزالقه بانتحالها جاءت نتيجة الفراغ في مواجهته بدحض تفاصيل شبهاته الفكرية وتوظيفه للعاطفة الدينية فكانت النتيجة مزدوجة الفداحة على سمعة الإسلام لدى آحادي المصادر تحديدا، وهم من سوّق لهذه الصورة الذهنية السلبية في وسائل الإعلام والمنصات الفكرية ومن ثم الدوائر السياسية والحقوقية. وأوضح أن الإسلام ما انتشر حيث تقبله الناس ودخلوا فيه إلا بالقوة الناعمة في ثابته الدعوي المستدام وهي الحكمة والموعظة الحسنة وقد نبهت الشريعة أنه لا إكراه في الدين وفي إزاء ذلك بينت أنه قد تبين الرشد من الغي. وأفاد أن الدين الإسلامي الذي دخل الناس فيه أفواجا ما كان له أن يكون في قلوب الناس محبة وتقبلا لولا رسالته المفعمة بالرحمة والمحبة والرفق والحكمة ودفع العداوة والأذى بالتي هي أحسن وبأن يكون معلما الجاهل ورفيقا بالمتطاول. وخلال اللقاء تحدث ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة عن سماحة الإسلام وعالميته ووجوب إيضاح حقيقة دعوته الوسطية المعتدلة ومواجهة المد المتطرف وكشف زيفه وكذبه على الإسلام، منوهين بالدور الحيوي والعالمي لرابطة العالم الإسلامي، ومؤكدين على أهمية حضورها الفعال والمؤثر لإيضاح حقيقة الإسلام والتصدي للتطرف والمفاهيم السلبية التي ترسخت لدى البعض.