ديننا العظيم شرع لنا كل امور الحياة لننعم بها ونتدبر ونأخذ الحكمة والعظة والعبرة في كل مواقف الحياة مهما كانت صعوبتها وعظمتها وخاصة مصاعب أمور الفقد والفراق والحرمان واليتم التي يعيشها الانسان وهو في هذه الحياة وكيف منحه الله الصبر والتدبر، والمرأة المسلمة أوجب عليها الخالق أن تعتد عند موت زوجها أربعة أشهر وعشرة مهما كان عمرها الا إن كانت حاملا فتنتهي عدتها بعد ولادتها. إن للخالق العظيم حكمة كبيرة في كل امر، فالعدة رغم صعوبتها تحمل الكثير من صور الوفاء والجمال لعشرة وشراكة عمر وحماية لها وأطفالها بعد وفاة الزوج، وهي محطة تقف فيها الزوجة بين قوة التأمل والتحمل لمراجعة نفسها لسنوات عمر مضت وسنوات قادمة إن منحها الخالق سنوات من العمر، وإن الحياه سوف تمضي بِنَا جميعا. والعدة للمرأة اختبار ذاتي لقوة الاحتمال على الحزن والتدبر في ما مضى من حياة سابقة والتأمل في حياة قادمة سوف تكون صعبة من الناحية النفسية والاجتماعية لكن قد تكون مرحلة فاصلة وتحتاج التأمل في مسيرة الحياة ومشوارها وطقوسها، إن هذه الفترة تعطي المرأة قوة وحكمة وتدبرا ومعرفة قد تضيف لسنوات عمرها ان كتب الله لها العمر. فترة العدة تحتاج لوقفة من التأمل ومراجعة كل ما مضى من حياة مشتركة لانسان عاشت معه ظروف الحياة بكل طقوسها المفرحة والمحزنة في كل الأمور، إن وقفة المرأة في هذه المرحلة لها حكمة عظيمة من خالق الكون، وهي بناء الذات من جديد، ذات يجب أن تتمتع بقوة الصبر والتحمل وبناء النفس لمرحلة جديدة. إن من يهاجم هذه المرحلة، ممن لم يفهم هذه الفترة ويصفها بالاستعباد والامتهان وأنها فترة الكآبة والحزن بل هي فترة اختبار وقوة بناء الذات، يجب ان يستعرض امورا مرت بالمرأة يتحتم ان تكون وحدها لتبني نفسها وتعتمد عليها ولنا في سير الصالحات وما ذكر في كتاب الله والسيدة هاجر عندما تركها ابو الأنبياء بوادٍ غير ذي زرع لتكون مسار درب للمسلمين. تكريم المرأة يبرز في كل الظروف وبكل الصور وعلى مدى العصور في صور متفاوتة ونماذج يجب الوقوف عندها بكل حكمة وفطنة فالمرأة لها تكريم وتقدير وقوة وقدرة على ان تبني نفسها وتتعامل مع ذاتها في كل ظروف الحياة على تحمل الالم وزرع الأمل. هذه الفترة هي امتحان للصبر والتحمل والقوة وبناء الذات وبداية حياة لأسرة فقدت عائلها ويجب ان تعتمد على نفسها في إكمال مسيرة الحياة وفترة العدة حماية ومقياس واثبات وجود للنهوض بالاسرة من جديد لتتحمل ضغوط الحياه بكل صورها.