للرياضة دور عظيم في تآلف الشعوب فيما بينها، والتعرف على ثقافات وحضارات بعضها البعض، ونشر الوعي الصحي بين فئات المجتمع كافة، لأهميتها لصحة الجسم والعقل، كما أنها هامة في نشر الدين الإسلامي بين الشعوب التي تجهل الإسلام ومقاصده ومعانيه السامية، ومع الرياضة تسمو العقول وترتقي، وتصح الأبدان وتقوى، وتطهر القلوب وتصفو، أما ما نشاهده اليوم في وسطنا الرياضي، وخاصة بين بعض الإعلاميين والجماهير الرياضية، فهو مغاير لأهداف الرياضة السامية المذكورة آنفا، فكل منحاز لفريقه الذي يعشق، ولميوله وللونه الذي يحب، تعصب ومشاحنات، وكلمات غير راقية، وتصيد للأخطاء، تعمد الإيذاء اللفظي والبدني أحيانا، ونشاهد هذا جليا وواضحا بين أوساط جماهير الأندية المتنافسة، أو وبين الوسط الإعلامي التابع لتلك الأندية، بل ازداد الأمر سوءا في الآونة الأخيرة، فبرزت الفرقة وتوسعت دائرته فعظم الأمر، ووصل الحال للتشكيك بمدى انتماء المنافس وولائه، وسبب هذا كله تلك المنابر الإعلامية التي سقت عقول الشباب وقلوبهم بسم التعصب، والكراهية للمنافس وتابعيه، كثير من جيل الشباب، منجرف مع الموجة دون أن يعي مقدار خطورة هذا الانجراف الأعمى الاجتماعي والثقافي، في الحاضر والمستقبل، وإن لم يُلتفت لهذه الظاهرة التي بدأت في التغلغل في البيوت والمدارس وبين الموظفين، فستحل كارثة لن نستطيع حينها تلافيها أو ردعها، وأول ما ينبغي القيام به؛ هو معاقبة كل متسبب دعا إلى التعصب بأي قول أو طريقة، ثم توعية الجيل الحالي والأجيال القادمة بأهمية الرياضة صحيا وثقافيا واجتماعيا، وأهميتها في نشر مفهوم محبة الآخر والتآلف معه، وليكن مجتمعنا كالجسد الواحد، يساند بعضه بعضا، بعيدا عن التناحر والفرقة.