يُقال أن أقسى أنواع الشوق أن تشتاق لغائبٍ عند ربه! وأن من أكثر الأشياء ألما أن تشتاق لغائبٍ لن يعود! وأقسى أنواع البكاء الذي لا دمع فيه! إذا فما حيلة من يملك الاثنين؟!! عندما يصل الشوق ذروته فما عليك إلا أن تُكثر من ذكر الغائب في أحاديثك ومجالسك بحكايات فيها من الظرف والطرفة ما يجعلك تُحيل الآهات إلى ابتسامات تُخفف عنك ألم الفراق، تذكر مواقفه الضاحكة، تذكر محطات الحياة التي جمعتكما معا وأنتما تتسامران وتعيشان لحظة سعادةٍ مضت، وقل: يرحمه الله كان أنيسا في مجلسه، محبوبا عند عشيرته، مقبولا عند أصحابه، تعلمنا منه الكثير، ثم أسرد محاسنه وعد ضاحكا من كل قلبك على طرائفه، سيشعرك هذا بأنك تتكلم عن غائبٍ مازال يعيش معك فلم يغادر دنياك، أما إن بكيته كثيرا فستتجنب ذكراه، عندها ستشعر بغربته بعد أن كان لصيقا بك، وثق بأنك ملاقيه ولكنه كان أكثر شوقا إلى ربه فسبقك! أما البكاء الذي لا دمع فيه فهو «الحزن» الذي نهانا المولى عز وجل عنه بقوله: (لا تحزن)! فماذا بعد؟! ابتسم مع الغائب، ولا تحزن في وقتك الحاضر! مما قرأت: إن من أقسى المشاعر أن تبني قصرا في قلبك لإنسان وتمنعه الأيام من الوصول إليه!!